مبادئ نظام التعلم في القرآن الكريم :
1. مبدأ الحرية:
وقد قررت الشريعة من يوم نزولها مبدأ «الحرية» في أروع مظاهرها، فقررت حرية الفكر، وحرية الاعتقاد، وحرية القول، والنصوص في ذلك كثيرة نذكر منها قوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}[يونس، 101]، وقوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران، 7].، وقوله: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[البقرة،256] .
القرآن الكريم يقرر هذا المبدأ حتى في الجانب الديني فضلا عن الجانب التعلمي.
2. مبدأ التدرج:
فالقرآن الكريم أوضح أن الدعوة تدرجت من السرية إلى الجهرية، ومن إرساء القواعد في العهد المكي إلى التطبيق في العهد المدني، ويستطيع المربون استخدام أسلوب التدرج في تربية الناشئة، بأن يبدأ المربي تعليم الطفل من الشيء المحسوس إلى المجرد، ومن السهل إلى الصعب تدريجا وتدرجا؛ لأن هذا هو النهج القرآني في إيصال المعلومة إلى الفئة المستهدفة… وهكذا ذواليك.
3. مبدأ المساواة:
فالشريعة الإسلامية تقرر مبدأ «المساوة» بين الناس في التعلم دون قيد ولا شرط وذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات، 13] . نقابل هذه الصورة بصورة التلاميذ في القسم، فلا فضل لتلميذ على آخر مهما كان أمرهم وشأنهم.
4. مبدأ التيسير:
القرآن يسير وميسر في كل شيء؛ وخصوصا في العملية التعلمية، وهذا ما نستفيده من قوله تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ) [القيامة، 17].وقوله عز وجل: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه)[طه،114].
5. مبدأ الحوار:
وهذا هو أحد المبادئ الأساسية التي بنيت عليه النظرية التعلمية في القرآن.
والقرآن الكريم يستعمل أسلوب الحوار بكثرة فما تقرا سورة إلا والحوار عماد فيها وأساس من أسسها . وقصص الأنبياء كثيرة في القرآن وكيف حاوروا أقوامهم .
6. مبدأ الشورى:
يعتبر مبدأ الشورى من المبادئ الأساسية التي قام عليها نظام التعلم في الإسلام من ذلك مثلا قول الحق جل في علاه (وأمرهم شورى بينهم)[الشورى38]. ويقول في آية أخرى (وشاورهم في الأمر)[آل عمران، 159].
7. مبدأ القصص:
وهذا المبدأ أيضا ركيزة من ركائز التعلم في القرآن لما فيه من العبر والدروس والفوائد وخصوصا فيما يتعلق بالأمم السابقة.
يقول سيد قطب:(القصة في القرآن عمل فني مستقل في موضوعه وطريقة عرضه، وإدارة حوادثه) .
وفي هذا المعنى يقول الحق تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) [يوسف،3].
للقصة تأثير كبير في نفس متلقيها لما فيها من تدرج في سرد الأخبار وتشويق في عرض الأفكار وطرحها ممزوجة بعاطفة إنسانية .
8. مبدأ مواكبته للأحداث الجارية:
القرآن الكريم في نزوله كان ينزل حسب الحوادث والوقائع أي: كلما حدثت حادثة ونزلت نازلة إلا ونزل من القرآن فيها شيء وهذا المبدأ التعلمي القرآني نلاحظه في أسباب النزول على نطاقه الواسع.
9. مبدأ حسن العرض للأفكار:
وهذا المبدأ التعلمي شمولي في القرآن بمعنى أن هذا هو النهج القرآني المتبع في العملية التعلمية للفئة المستهدفة، ويمكنك أن تأخذ أي آية من القرآن فإنك ستجدها متسلسلة ومنظمة تنظيما دقيقا؛ لأنها ليست من كلام البشر.
مبدأ العدل:
يقرر القرآن مبدأ العدل على أنه أمر واجب التطبيق، إذ يقول الحق تعالى: {إن الله يامر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى…} وقوله سبحانه: {إن الله يامركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} فانطلاقا من هذا يجب على الأستاذ أن يكون عادلا في قسمه مع تلامذته.