عقب حلقة “صباحيات دوزيم”، والتي خصصتها 2M لموضوع إخفاء آثار العنف على الوجه باستعمال الماكياج، وذلك تزامنا مع مناسبة اليوم العالمي للعنف ضد النساء، وهي الحلقة التي أثارت -بالمناسبة- غضب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، وكذا الجمعيات الحقوقية المدافعة عن المرأة.
عقب ذلك؛ اختارت اليومية المثيرة للجدل “آخر ساعة” موضوعا أكثر إثارة ومدعاة للسخرية، حيث عمدت إلى إلصاق تزايد العنف ضد المرأة بالإسلاميين، وذلك جريا منها على خطها التحريري الذي يبعدها يوما بعد آخر عن المصداقية ومن تم عن المجتمع ومشاكله وهمومه.
يومية “آل العماري” نشرت اليوم الثلاثاء 29 نونبر 2016 كاريكاتورا بريشة عصيد، شمل صورة لامرأة منقبة بعينين متورمتين بسبب العنف والضرب، وهي تقول لزوجها بالدارجة: “دابا غطيتيني بالنقاب باش مايبانوش الضربات والكسور، ولكن أشنو ندير مع هاد العين”، ليجيبها الزوج صاحب القميص الأبيض واللحية الكثة: “نغطيوْها حتى هي بشي نظارات “رايبن” حلال!”.
من الواضح أن العنف ضد المرأة في المجتمع المغربي ارتفعت وثيرته وهي مرشحة لمزيد من الارتفاع في قابل الأيام. لكن من المسؤول عن ظلم المرأة والتحرش بها وضربها..؟ وهل لدى اليومية المشار إليها إحصائيات في هذا الإطار؟
أكيد أنها لا تتوفر على إحصائيات وإنما دفعها الحقد الأيديولوجي إلى اتهام من تصنفهم في خانة أعدئها.
وبعيدا عن لغة الحقد والكراهية التي تستعملها “آخر ساعة”، وبعيدا عن المغالطات الماضوية التي عفا عنها الزمن، فإن الجميع يعلم أن أكثر من يعنف المرأة هو من يستغلها في المقاهي والملاهي والخمارات، ومن يقايضها بدريهمات ليزني بها، ومن اعتاد على تغيير النساء كما يغير جواربه، وبعض الأزواج من ذوي الثقافة المحدودة..
أما الملتزمين بشرع الله، نعم، لهم أخطاء ويقعون في أخطاء، لكن لا يمكن مقارنتها بتاتا بفظاعات من تلوث بالعلمانية أو نظَّر لها.
وليس خاف عنا الفضيحة التي وقع فيها الناشط العلماني أحمد عصيد، الذي ظل لأكثر من عقد يتغنى بالدفاع عن المرأة وحقوقها، لتكشف خليلته مليكة مزان التي عقدت قرانا معه تحت رعاية الإله “ياكوش”! أن عصيدا كان يعنفها تعنيفا جسديا، وصَفَهَا.
في ختام هذا العمود أود أن أشير أني لا أعلم حقيقة علاقة العماري وشركته ومستخدميه بنظارات “الرايبن”، حيث أن إلياس العماري منشئ مجموعة “آخر ساعة” والأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة سبق له أن تحدث عن نظارات “الرايبن” فقال وهو يرثي حالة الشاب المغربي المسكين: “الشاب ما عندو باش يشرب قهوة، باش يشري سروال، باش يدير النضاضر ديال الرايبن وباش كتشوفو البنت ديال الحي مكتبغيش تصاحب معاه وكتقول لو بعد مني”.
وها هي اليومية التي أنشأها العماري تتحدث عن نفس النوع من النظارات..!!!
فهل يتعلق الأمر بإشهار للشركة المذكورة، أم بحرمان يتم تصريفه بهذه الطريقة المضحكة، أم أن هناك فرقا -فعلا- بين “الرايبن” الحلال و”الرايبن” الحرام كما فرقت الجريدة؟!