يَـا أَسَفَى عَلَى حَلَبْ…! عمر القزابري

حلب تُدك. أين المفر. حلب تحرق. كيف لنا أن نَنْعم. حلب أصبحت قِصةً بل غُصةً بل صورة انهيار في زمن الخداع. في زمن الكذب. ماذا أقول وإخواننا يحرقون ويصيحون.. قد تَقَطَّع بينُهم.. وسالت دماؤهم واغتُصِبت حرائرهم.. صوتهم لا يُسمع.. دمعهم لا يَشفع.. صياحهم لا يَنفع.
حلب وصمة عار في جبين عَالمٍ كذاب ظالم.. حلب تحتضن البلاء لوحدها.. غارقةٌ في أنينها. ملفعة بثياب الحيرة.. والصمت العالمي يمكِّن للظلم.. والجناة يرقصون على جثث المسلمين الذين لا بواكيَ لهم.. إخواني تضرعوا لله أن يرحم أهل حلب.. اسجدوا وتوسّلوا.. فليس لنا إلا الله.. ليس لنا إلا الرحيم الودود.. حلب يا قطعةً من الروح استفرد بها وحوش القتل والسفك.. وتكالب عليها ذئاب الزور. وخذلها ذلُّنا وعجزنا وفُرقتنا.. يا غياث يا غياث يا غياث أدرك أهل حلب بفيضٍ من رحمتك ترفع بها عنهم ظلم الغريب.. وخذلان القريب.. يا رب حلب.. يا رب حلب.. فليس لها من دونك كاشفة.. أي رباه.. صراخ الأطفال أرَّقنا.. بكاء الثكالى آلمنا.. الأشلاء في كل مكان.. ما هذا الذي نرى..! أفي يقظة نحن أم في منام..؟ هل هذا عالم الحقوق.. أي حقوق؟ هل الإنسانية ماتت..؟ إني لا ألوم إلا نفسي.. إني حائر حزين.. قد خانني التعبير.. وأي مكان للتعبير والأشلاء متناثرة.. وقد فَرَّ الأخ من أخيه.. وذهل الولد عن أبويه.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حلب نادت حتى بُحّت.. ولا مُجيب.. استنهضت النخوةَ فلما استيقنت من موتها استعاضت بالأنين.. يا رب أدرك حلب.. يا رب أغث حلب.. يا رب سامحنا.. يا رب سامحنا.. يا رب سامحنا.. لكِ الله يا حلب.. لك الله يا حلب.. لك الله يا حلب.. .جعلوك فريسة.. والكل ينهش.. ونحن نتفرج ما بين مصفِّق.. وما بين محزون لا يدري ما يفعل.. ماذا نقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدا في عرصات القيامة.. وقد ترك لنا وصية سجلتها عرصات عرفات… (وكونوا عباد الله إخوانا..)، قلت لنا يا رسول الله: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).. هذا الجسد فأين الأعضاء.. كلٌّ في واد.. جسد مريض منهك قد مزقته جراح الخلافات والخرافات.. وطرحته أرضا نيران الشهوات.. وشلَّت أركانه ريح الشبهات.. ولا حول ولا قوة الا بالله.. رحماك ربنا بحلب.. أغثهم ففيك وحدك الرجاء.. ومنك الغطاء والعطاء..
بك استغثنا يا مغيث الضعفا — فحسبنا يا رب أنت وكفى
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد.
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد انك الله الذي لا إله الا أنت وحدك لا شريك لك.
أنت القوي ذو البطش الشديد المقتدر المنتقم.
اللهم إنا نسألك بأنا آمنا بكتابك وبنبيك سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وسلم.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا وباسمك العظيم الأعظم الذي إذا دعيت أجبت وإذا سئلت به أعطيت نسألك أن تفرج عن إخواننا في بلاد الشام عموما وفي حلب خاصة. وفي العراق وفي الموصل خاصة وفي بلاد المسلمين عامة.
اللهم فرّج همهم
اللهم نفّس كربهم
اللهم أيدهم بنصرك
اللهم اكبت عدوهم
اللهم عليك بعدوهم
اللهم إنهم مغلوبون فانتصر لهم
اللهم إنهم جياع فأطعمهم
اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم اشف مرضاهم وارحم موتاهم وتقبلهم من الشهداء
اللهم فكّ أسيرهم يا سميع الدعاء
اللهم ارحم ضعف إخواننا في الشام والعراق وفي كل مكان
اللهم ايدهم بنصر من عندك اللهم اجعل بعد عسرهم يسرا
اللهم فرج همّ المهمومين من المسلمين الأحياء منهم والميتين
اللهم نفس كربهم وارحم ضعفهم وتولّ أمرهم يا ارحم الراحمين يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام يا قريب يا مجيب يا بر يا رحيم آمين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *