نظمت التنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن بشراكة مع منتدى الكرامة لحقوق الإنسان؛ بقاعة نادي المحامين بالرباط، يوم الثلاثاء 4 دجنبر 2012، الموافق لـ19 محرم 1434هـ، في الساعة العاشرة صباحا، ندوة صحافية تحت شعار: “لا لدعوات الكراهية”
وتأتي هذه الندوة إنكارا لحملات التشويه وبث روح الكراهية ضد السلفيين.
وأطر الندوة كل من الأستاذ حماد القباج المنسق العام للتنسيقية؛ والأستاذ نور الدين درواش الكاتب العام للتنسيقية؛ والمهندس عصام ثقافي المسئول الإعلامي بالمكتب التنفيذي للتنسيقية؛ والأستاذ إبراهيم بيدون عضو هيأة تحرير جريدة السبيل.
وقد تناول بدايةً الكلمة المنسق العام الذي وضح أن السلفية في المغرب ليست مذهبا ولا فكرا مستوردا ولا طائفة متحزبة ومتكتلة داخل المجتمع؛ بل هي دعوة إصلاحية تنويرية راسخة الجذور في تاريخ المغرب، والمنتسبون إليها من علماء وغيرهم مندمجون ومنصهرون في المجتمع كباقي شرائحه.
وأضاف الأستاذ حماد القباج أن أعلام ورموز السلفيين المغاربة لا يمكن المزايدة على فضلهم ووطنيتهم وخدمتهم لمغرب الإصلاح والتنمية والتطوير والتحديث والمأسسة.
وتعليقا على اتهام السلفيين بالغموض في مواقفهم السياسية؛ قال الأستاذ حماد القباج: “نحن نسير في الطريق الذي رسمناه لأنفسنا في داخل إطار تربوي وتعليمي نراه مجالا حيويا وأساسيا.. بعيدا عن السياسة”.
وانتقد في الوقت ذاته حملات التشويه التي تُروّج لها بعض المنابر الإعلامية، التي عدد بعض أسمائها، واتهمها بممارسة التعتيم المقصود والتهميش الممنهج والتحامل على أنشطة السلفيين المنتمين إلى دور القرآن، من أجل بث روح الكراهية ضد السلفيين بالمغرب، والتي اعتبرها المنسق العام حملات للتحريض ضد المواطنين والدفع نحو أجواء من الاحتقان وردود الأفعال غير المحمودة.
متسائلا عن المستفيدين من وراء ما يتم الترويج له من أكاذيب كسفك الدماء وتخريب الآثار، وعن علاقة تلك الأخبار بالمهنية والشفاية والتنزيل السليم للدستور.
وقد رد المنسق العام على سؤال بخصوص إمكانية سير سلفيي المغرب على خطى التنظيمات السلفية في تونس، بالقول أن لا وجود لتنظيم سلفي في المغرب بالشكل الذي يوجد عليه في البلدين المذكورين، وأن المشهد السلفي في البلاد يعرف تنوعا وتعددية في المجال الفكري والعلمي، ولا وجود لتيار سلفي واحد بالمغرب، بل جمعيات وهيئات وحركات تسعى لإثراء المشهد المغربي لخدمة مجالات حيوية”.
بعد ذلك قدم الأستاذ نور الدين درواش ورقة تعريفية عن جمعيات دور القرآن وأنشطتها التعليمية والتنموية وإشعاعها الوطني بصفتها من أبرز المؤسسات ذات التوجه السلفي في المغرب.
بعده قدم الأستاذ إبراهيم بيدون عضو هيئة تحرير جريدة السبيل كرونولوجيا عن الأخبار والمقالات المشكلة لحملة التشويه وبث الكراهية التي تضمنتها بعض الصحف المغربية الصادرة هذا العام، مقتصرا على أبرز محطاتها التي بدأت بالخبر الكاذب عن الاعتداء على فتاة بالسويقة بالمدينة العتيقة في الرباط، مرورا بمحطات أخرى كخبر مقتل اليهودي بفاس، وشنق العرافة بسلا وتخريب الآثار، وغيرها من التهم والأخبار الكاذبة التي ألصقت بسلفيين.
هذا العرض الكرونولوجي للأحداث شارك فيه أيضا الأستاذ مصطفى الحسناوي الصحفي بجريدة السبيل، بعدما تم استدعاؤه للمنصة قصد الاستماع لشهادته بخصوص عدد من التحقيقات التي أنجزها في الموضوع، كان آخرها تحقيق عن أحداث سوق بني مكادة بطنجة والتي نسبت بدورها لسلفيين.
وقد بين الأستاذ مصطفى الحسناوي من خلال اتصالات بعدد من أبناء الحي وباعة بالسوق المذكور؛ ومن خلال مكالمة هاتفية مع الناشط السياسي والحقوقي والجمعوي رشدي العولة، أن لا علاقة لتلك الأحداث بالسلفيين.
وكان الأستاذ مصطفى الحسناوي توصل ببيان من تنسيقية الباعة بسوق بني مكادة تلا فقرات منه الأستاذ حماد القباج.
بعد ذلك فتح المهندس عصام ثقافي الباب أمام أسئلة الصحافيين الحاضرين التي أجاب عنها المنسق العام، ونشير إلى أن أبرز المداخلات تلك التي حذر فيها الشيخ حسن الكتاني أحد المعتقلين على ملف ما يسمى السلفية الجهادية من الرجوع إلى أجواء ما بعد 16 ماي وما طبعها من حملات استئصالية تطفح بالحقد والكراهية ضد الإسلاميين.
مذكرا بخطورة الوضع الذي يستدعي من التيار السلفي توضيح الحقيقة وتكذيب ما يتم ترويجه من أكاذيب وإشاعات، متهما الذين يروجون الأكاذيب عن السلفيين بأنهم ليس لهم أي امتداد طبيعي لتراث وتاريخ بلدنا.. وأنهم يسعون بكل استماتة لعلمنة المغرب بكل الوسائل”.
وفي الختام أكد الأستاذ الحسين إهناش عن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان على أهمية هذا التواصل في كشف الحقائق ودفع دعوات التحريض والفتنة التي لا تخدم مسار الإصلاح وتفتك بأبناء المجتمع الواحد.