لقد أسس اليهود آمالهم العريضة على شفا جُرُفٍ هارٍ من مقدمات مغلوطة، ومماحكات مكشوفة، وتُرّهات مفضوحة، إنهم يزعمون زوراً وبهتاناً أن التوراة هي التي منحتهم الحق في المسجد الأقصى!
اليهود في نصوص التوراة
جاء في التوراة، سفر الملوك الثاني 21/12-15: “قال الرب: ها أنذا جالب شراً على أورشليم، ويهوذا، وأدفعهم إلى أيدي أعدائهم غنيمة ونهباً لجميع أعدائهم: لأنهم عملوا الشر في عيني”.
وجاء فيها: “إن الله قال: اِذهب قُل لهذا الشعب: اسمعوا سمعاً، ولا تقهقهوا، وابصروا إبصاراً ولا تعرفوا غلظ قلب هذا الشعب، وثقل أذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه، ويسمع بأذنيه، ويفهم بقلبه”.
وفي سفر أشعيا 6/8-13: “وصار مرشدو هذا الشعب مضلين، لأجل ذلك لا يفرح الرب بفتيانه، ولا يرحم يتاماه وأرامله؛ لأن كل واحد منهم منافق وفاعل شر”.
اليهود في حقائق التاريخ
إنهم المتطاولون على الله، الواصفون إياه سبحانه بالنقص والعيب والسوء، كما حكى القرآن عنهم: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) المائدة:64، وقال أيضاً عنهم: (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) آل عمران:181.
إنهم الجاحدون، الكاتمون ما أنزل الله على رسله: (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً) الأنعام:91.
إنهم قتلة الأنبياء عليهم السلام: (حزقيال) و(إشعيا) و(أرميا) و(زكريا) و(يحي) (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) البقرة:61، (وقتلهم الأنبياء بغير حق) النساء:155.
فأي الناس أحق بالمسجد الأقصى؟
(مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) المائدة:60، أمّن قال الله عنهم: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) آل عمران:110، أمة السبق بالخيرات، الشهيدة على القرون الخاليات (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) البقرة:143.
إن الأحق بالأرض المقدسة، مُتعبَّد إبراهيم، ومحراب داود، ومسجد سليمان هم الصالحون العابدون، الموحدون المصلحون، بل هم الأحق بالأرض كلها كما قال سبحانه: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، إنَّ فِي هَذَا لبَلاََغاً لِقَومٍ عَابِدِين، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلعَالَمِين) الأنبياء:105-107.
إننا نستند في وعدنا وحقنا -نحن المسلمين- لسدانة المسجد الأقصى وبيت المقدس إلى كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وحقائق التاريخ، إن الوعد الذي يزعمه اليهود على لسان داود وعيسى بن مريم ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه منسوخ وباطل مفترى. لأن وعد التوراة بالتمكين لأولياء الله قد تحقق على يد الصالحين من بني إسرائيل، وبلغ أوْجَهُ زمن النبيَّيْن الكريمين داود وسليمان عليهما السلام، وفضّلهم الله على العالمين من أهل زمانهم لما كان فيهم من الأخيار الأبرار، فلما بعث فيهم المسيح ابن مريم كفروا به وبدلوا نعمة الله كفراً، وأحلوا قومهم دار البوار، وإنما هم ينتظرون اليوم بدويلتهم الصهيونية المتطرفة مسيحهم الأعور الدجال.
قال ابن القيم: “ومن تلاعبه -يعني الشيطان- بهم -يعني اليهود- أنهم ينتظرون قائماً من ولد داود النبي إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم، وإن هذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الذي وعدوا به، وهم في الحقيقة إنما ينتظرون مسيح الضلالة الدجال، فهم أكثر أتباعه وإلاّ فمسيح الهدى عيسى ابن مريم عليه السلام يقتلهم ولا يُبقي منهم أحداً..” إغاثة اللهفان 2/338.
وإذا كان الله تعالى قد أعطى إبراهيم الخليل عليه السلام وعداً فهو وعد الله لهذه الأمة الموحدة التي بارك الله تعالى فيها بكثرة العدد، فيهم قبائل الأرض من الهنود والعرب والزنوج والفرس والأوربيين والأفغان والبربر..، فهو الشعب الذي دخل في جميع الشعوب، أما اليهود فإنهم في الأرض شرذمة قليلة، ولا يصفو منهم من هو من بني يعقوب إلا أقل القليل، فالواقع يشهد أن هذه الوعود ليست لبني إسرائيل وأنهم يكذبون ويفترون على الله حين يجعلونها فيهم وإنما هي في بني إسرائيل، فالسعداء بوعد إبراهيم عليه السلام إنما هم أتباع النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران، أما اليهود قتلة الأنبياء فإنهم محرومون من هذا الوعد الإلهي لخليله إبراهيم بنص الكتاب: (قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة:124.