لله دركم يا أهل سوريا، ثلاثة أعوام مضت وأنتم تواجهون أعتى الأنظمة القمعية في العالم، بل تواجهون أكثر الأنظمة بغضا للإسلام وأهله، فما من يوم يمر إلا ولهذا النظام مذبحة جديدة يرتل فيها ترانيم بغيه وتسلطه على عباد الله، يشاركه في هذا الجرم إيران الرافضية، وذيولها في العراق ولبنان من المليشيات المسلحة التي لا ترقب في مسلم إلا ولا ذمة، وقبل كل هؤلاء، يقف الغرب بعدته وعتاده وسياساته الملتوية، أملاً في عودة سوريا ذليلة، كما كانت تحت حكم أسرة الأسد، المنضوية تحت إمرة إيران والغرب.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 1300 شخص في مختلف المناطق السورية على يد قوات النظام خلال الأسبوعين الأولين من شهر رمضان، هذا غير آلاف الجرحى، إلى جانب التدمير والتخريب الذي لحق بمدن وقرى على طول البلاد وعرضها.
كما قام النظام السوري بالأمس بمذبحة جديدة في مخيم اليرموك، فقد تعالت أصوات عاقلة مطالبة بوقف قتل الأبرياء في شهر رمضان، غير أن هذه الدعوات قوبلت بمزيد من القتل والانتهاء، فقد قام النظام النصيري، بمذبحة جديدة بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق (جنوب البلاد) راح ضحيتها 32 قتيلاً موثقين بالاسم، بينهم نساء وأطفال بقصف بصواريخ أرض أرض من نوع غراد، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
قصف النظام السوري مخيم اليرموك بدعوى أنه يحوي مسلحين، فتحول جزء كبير منه إلى رماد، وسقطت بيوت على كل من فيها، في مشهد مهيب يندى له جبين الإنسانية، فما ذنب الأطفال ليقتلوا بهذا الشكل الوحشي؟ وما ذنب النساء العزل؟ وما ذنب الأبرياء من السوريين والفلسطينيين ليحدث لهم كل هذا؟
إن النظام السوري لا يعنيه أمر هذه الأسئلة أو الإجابة عليها، فكل ما يعني ويهم هذا النظام الفاشي هو إحداث المزيد من القتل والمجازر، لفرض سطوته من جديد، أملاً في عودة سلطانه على سوريا، لكنه أمل بعيد المنال.
وقد اتهم “الائتلاف الوطني السوري المعارض” في بيان له، قوات النظام باستخدام الأسلحة الكيميائية في قصفها لمخيم اليرموك في العاصمة السورية، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل.
وجاء في البيان، على صفحة الائتلاف على موقع “فيس بوك”، أن الائتلاف “يدين استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية في حي اليرموك في مدينة دمشق، ويطالب المجتمع الدولي بممارسة واجباته لحماية الشعب السوري، من استخدام نظام الأسد جميع الأسلحة ضده، بما فيها السلاح الكيميائي”.
وأوضح البيان، أن “الأنباء والتسجيلات المصورة التي نشرها نشطاء من داخل العاصمة دمشق اليوم، تفيد بقيام قوات النظام باستخدام قذائف كيميائية وغازات سامة، لقصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين”.
كما أشار الناطق باسم المجلس العسكري التابع للجيش الحر في دمشق وريفها، مصعب أبو قتادة أن حصيلة قتلى القصف مرجحة للازدياد مع كثرة عدد الجرحى والنقص الحاد في المواد الطبية والإسعافية في المخيم الذي يعيش حصاراً خانقاً من قبل قوات النظام منذ أكثر من 5 أشهر في محاولة لبسط سيطرتها عليه واستعادته من يد الجيش الحر.
جدير بالذكر أن هذا القصف من قبل قوات الأسد لمخيم اليرموك ليس الأول من نوعه، فقد سبق قصفه العام الماضي في 16/12/2012م، بواسطة الطائرات الحربية السورية، وفيه تم قتل أكثر من 20 شخصا في ثلاث غارات شنتها طائرات سورية على أحياء في المخيم بمدينة دمشق.
ومخيم اليرموك هو أحد المخيمات التي أنشأت لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سورية، وهو من حيث تصنيف وكالة الأونروا لا يعتبر مخيم رسمي، وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا ويقع على مسافة 8كم من دمشق وداخل حدود المدينة ويشبه المنطقة الحضرية، ويختلف تماماً عن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سوريا.
مركز التأصيل للدراسات والبحوث