الوضع العسكري على كل الجبهات بالمغرب (غشت 1913) ذ. إدريس كرم

العمليات العسكرية في نواحي مكناس وفاس
سبق التعرض بإيجاز لاحتلال أموزار من قبل الكولونيل بيرون نيابة عن الجنرال كورو قائد ناحية فاس، هذه العملية تمت في 19 يوليوز من أجل ضمان حماية القبائل الخاضعة بناحية سايس.
احتلال أزمور كان الهدف منه هيجان القبائل الخاضعة لأيت سغرشن في الشمال وتلك التي من بني امطير العصاة اللاجئين قربهم.
العملية بدأت سياسية واستجابة لاحتجاجات قوة هامة تريد العيش دون متاعب، الكولونيل بيرون جمع يوم 18 مجموعته المتحركة في عين الشكاك، وتوجه مباشرة يوم 19 نحو الجنوب لإيموزار حيث جرب ببعض الطلقات جرح فيها رجل، في نفس الوقت الجنرال هنري الذي جمع في مدينة إفران المجموعة المتحركة بدائرة بني امطير موفرا لها كل الحرية للعمل بمختلف المعارف في محيط سيرهم نحو الشرق.
بعض الفرسان المعادين كانوا يراقبون هذه الحركة لكن دون إعاقة جدية لها، بعد تحرير جبهة جنوب إموزار وساعد في عملية الكولونيل بيرون.
الجنرال هنري عسكر في 19 مساء على بعد 20 كلم من مفرزة قادمة من فاس.
في نفس اليوم حامية صفرو بدورها آزرت هذه الحركة الجماعية فتوغلت حوالي 15كلم جنوب غرب موقعها وكانت سعيدة بالسيطرة على عدة دواوير معادية، مستولية من المهيجين على قصبة عين الدهلية، وغنمت غنائم مهمة، وقد كلفتنا هذه العملية ثمانية جرحى.
في 20 يوليوز 1913 مجموعات الجنرال هنري والكولونيل بيرون تواصلت فيما بينها دون مشاكل، في الغد تم التعرف على أطراف إموزار لمسافة عدة كيلومترات فأبانت تلك الاستطلاعات على غنى الناحية من أيت سغروشن.
ساكنة سيدي رحو فتحوا محاور جد مهمة نحو صفرو وإفران سمحت بالتواصل بين المركزين المتجاورين، وساهم ذلك الفتح في مواصلة حماية صفرو ودار يطو على جبهة جنوب فاس مكناس.
توقفت تحركات القوات، كولون الجنرال هنري دخل دار يطو، في حين دخل كولون بيرون فاس.
ترك في إموزار مجموعة بقيادة ليوطنا كولونيل جيرودن، دون أن يبقى هادئا، محافظا على الاتصال بين مركز إفران وصفرو مخترقا جبل ماسيدار عن طريق عين دهلية وقد واجه بعض المحرضين دون أي خسائر.
بدون شك لم يتم بعد ضمان السلم في العلاقة بين قواتنا والقبائل غير الخاضعة لسلطتنا في شمال الأطلس المتوسط، الكولونيل كلوديل الذي قام بجولة في جنوب يطو تعرض في الأيام الأولى من الشهر لبعض الهجمات، أسفرت عن فقده ثلاثة قتلى بينهم ضابط هو القبطان لاكوست.
في الثالث من شهر غشت تم مهاجمة معسكر أمراس في الفجر حيث تم تبادل إطلاق النيران مع المهاجمين، فتدخلت بطاريات المدفعية الألبية بسرعة لإسكات المهاجمين الذين اختفوا عقب ذلك التدخل.
حوالي الساعة السابعة تمكنت القوات الأهلية من السيطرة على مرتفع علوه 1700م نحو الشمال الشرقي حيث تم الاحتماء بالصخور أثناء إطلاق نار متقطع تحت حماية مدفعية مشطت الهضبة، الفرقة 15 السنغالية قناصة تسلقت بسرعة منخفضا بطول 300م شديد الوعورة مشهرة السلاح الأبيض.
بالرغم من هذه المواجهات التي لم يكن بالإمكان تفاديها تحسنت الوضعية، وحركة الخضوع ازدادت، ويعتقد أن عدد الخيام المنضوية تحت سلطتنا بلغ حوالي ألف خيمة من بني امكيلد، وأغلب بني امطير ما عدا بعض الجماعات التي تحركت استعدادا لمهاجمتنا في الجنوب وحتى أعالي ضفاف ملوية.
وقد أخبر بأن فرقة من زعير المعادين المسماة النجا التي لجأت لزيان ثاروا على حموا الزياني من أجل العودة لبلادهم التي غادروها من قبل وقد طلبوا الأمان من السلطات الفرنسية.
وقد تم تأكيد ذلك من قبل محتلينا للمنطقة التي يديرها الكولونيل دبليسي بتادلا الذي أشير بأنه يعمل على ضمان ربط هذه الناحية مع مؤخرة زعير (إفريقيا الفرنسية 1913/ص:299).
الوضع العسكري على كل الجبهات
على كل جبهات النواحي المحتلة من قبل قواتنا تتواصل مهامنا الحمائية لتأكيد سلطتنا عليها، دون حاجة لعمليات عسكرية نوعية.
في ناحية فاس يتواصل الشعور بأهمية العمليات التي أدت لاحتلال إموزار في جنوب العاصمة، بعيدا عن ارتفاع الأمن الذي حققته قواتنا بين صفرو وإموزار وإفران، فقد أعادت تشكيل جماعات أهلية بتلك الجهات من أبناء البلد للحصول على حماية صلبة للمنطقة الخاضعة لسلطتنا، أنتجت دخول محرضي فرقة من أيت سغروشن، وخيام من أيت يوسي.
بداية الخضوع والطاعة لهذه القبائل لم يتولد إلا بعد أن تم التقدم نحو صفرو وإموزار، بدخولنا في هاتين النقطتين، تم إيجاد منطقة أمن تجيب بالتأكيد على الفكرة العامة المعتمدة في الجنوب، وجانب الأراضي المحتلة المتمثلة في تحلل بطيء للساكنة الصلبة التنظيم بالمنطقة الخالية من سلطتنا.
في شمال الناحية أشعرنا بعودة الروكي المزيف الكذاب بوحمارة الذي حاول القيام في جبالة ناحية ورغة، لكن الفصل وذكرى الضربات التي تلقاها جعلته حذرا محتاطا.
غادرت مفرزة سوق أربعاء تيسة شمالا للإقامة في الحد الشمالي لدائرة لحياينة نصف يوم ببلد هادئ، هذه التظاهرة فاجأت فرقة من لحياينة ما تزال عاصية، وأنتجت المفاجأة قدوم حوالي 160 مقاتلا لإبداء طاعتهم.
في ناحية مكناس دخول خيام بني امطير وبني امكيلد حسن من خضوع هذه الكونفدرالية الهامة، الكولونيل كلود الكومندار المؤقت لدائرة بني امطير في غياب الجنرال هنري نفذ من 25 لـ29 غشت جولة في جنوب مركز يطو بقرب مضارب بني امكيلد المتواجدين في واد تكريرا رافد أزرو، بين والماس وأدوز.
هذه الحركة هدفت لطمأنة الفرقات الحديثة الخضوع، والتي طرح تذبذبها هجوم زيان المحرضين المعادين المتعذر مراقبة مضاربهم بالغرب، فتم مباشرة هذا الأمر، من قبل قوات مكونة من ثلاثة أفواج مشاة، وبطارية ونصف مدفعية، وكوكبتي فرسان، حيث استقبلوا بحفاوة بالغة.
تم بحث مسألة الأهالي في نفس مكان تواجد القبيلة مع الرؤساء المغاربة، المساعد الطبي اشتغل بنجاح، وعادت بشكل واضح تام، الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
في سوس تواصل الصراع بين خصوم المخزن ومشايعيه المتجمعين حول حيدا أمويز، باشا تارودانت، هذه الحركة لا تحمل أفكارا هبوية، لكن لا تسجل إلا فصلا من الصراع الدائم غير المنتهي الدائر دائما في هذا البلد المضطرب الذي لم نستدع مباشرة لوضع حد لفوضاه، حيدا مويز استعاد تارودانت بدعم من القبائل الوفية له.
في قاعدة ملوية يسود الهدوء في ناحية كليز، جنوب بلاد بني بويحيى بفضل جولة للبوليس نفذت في أواخر شهر غشت على الضفة اليسرى للواد.
قواتنا كانت مكونة من فوجي مشاة، بطاريتين، فرسان من الأهالي العاملين تحت علمنا القادمين من القبائل الخاضعة لسلطتنا.
مضارب القبائل وقطعانها تجتاز من الضفة اليمنى لليسرى للرعي والإقامة، بالتأكيد نحن محترسون من هجمات بني بويحيى الذين كانوا يُبعَدون بقنابل المدافع كلما اقتربوا من مجال احتلالنا أو الخاضعين لسلطتنا، وبواسطة عمليات الفرسان الأهالي النظاميين الموالين لنا الذين يكبدونهم خسائر هامة كلما توجهوا نحوهم. (إفريقيا الفرنسية 1913 /ص358).
عدد سكان الرباط من 15 مارس 1913 لغاية 20 غشت 1913 بحسب جنسياتهم.
“المسلمون المغاربة: 21306 – 22906.
اليهود: 2397 – 2851.
الفرنسيون: 1207 – 2453.
الإيطاليون: 223 – 489.
الإسبان: 371 – 449.
الجزائريون: 32 – 65.
الألمان: 12 – 55.
البرتغاليون: 23 – 44.
الإنجليز: 32 – 38.
المالطيون: 08 – 10.
المصريون: 04 – 02.
السويسريون 31 – 31.
المخزنيون غير محصيين – 84.
سكان بلا منازل: 0 – 300.
القوات: 3668
– 2077 فرنسي.
– 403 جزائري.
– 675 سنغالي.
– 531 مغربي.
السنغاليين والعوائل: 188.
المجموع: 25646 في مارس، و33620 في غشت”. (إفريقيا الفرنسية 1913، ص:370).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *