ثقافيات

جديد الكتب

نقدم للقراء الكرام، في عدد هذا الشهر، جديد كتب هذه السنة، وهو كتاب “اليهودي العالمي: المسألة الأهم التي تتحدى العالم”. سبق لهذا الكتاب أن نشِر بالعربية، إلا أن دار النشر “الملتقى” أخرجته في حلة جديدة (2022)، وعلقت على وجه غلافه بالقول: “الكتاب الذي نشره فورد، واختفى من الأسواق فور صدوره وحتى اليوم”.

الكتاب من تأليف هنري فورد، وهو في الحقيقة، حسب الناشر، “ليس سوى وسم لفريق عمل علمي متخصص (50)، هو مصدر التقارير التي اعتمد عليها تأليف الكتاب، بعضهم مأجور وبعضهم متطوع. وهم في الحالتين يخافون على مناصبهم أو أسرهم أو حتى حيواتهم”.

الموضوع العام للكتاب هو رصد سيطرة اليهود عالميا، وأمريكيا على وجه الخصوص، في مختلف المجالات: المالية والسياسية والاقتصادية والفنية والرياضية… الخ. الكتاب مليء بالمعطيات التي رصدها مؤلفو الكتاب في سياقهم التاريخي، أي أنها في حاجة إلى تحيين، إلا أنها تبقى مهمة ما دامت تصور واقع فئة اجتماعية أمريكية تنزع إلى السيطرة على العالم.

 

 

مكتبتك في تاريخ المغرب

من أهم الكتب التي تناولت بالبحث تاريخ سبتة المحتلة، نجد كتاب “تاريخ سبتة”، لمؤلفه محمد بن تاويت، منشورات دار الثقافة، الطبعة الأولى، 1982.

يعرض الكتاب تاريخ سبتة في سبعة عهود:

– الفتح الإسلامي لسبتة.

– سبتة في العهد الحمودي.

– سبتة في العهد المرابطي.

– سبتة في العهد الموحدي.

– سبتة المستقلة في عهد العزفيين.

– سبتة في عهد المرينيين.

– سبتة في عهد الاحتلال البغيض.

الكتاب مهم، ونترك باقي معطياته وتفاصيله للقارئ يعود إليها في محلها.

 

فنون:النقد الإيديولوجي السينمائي

أفلام هشام العسري: اللامعنى في قالب سينمائي (9)

(الحلقة الرابعة/ الجزء الأول: بنفس اللباس، وفي نفس المكان (المرحاض)، يظهر المشَخّص في جو من التفاعل مع موسيقى توحي بالاضطراب، يدعي أنه جاء المشاهدين في أمر طارئ.

يتعلق الأمر بالتسجيلين السابقين، يطلب من المشاهدين مسحهما لما فيهما من كلام مبعثر اكتشف، أخيرا، أنه غير صالح. للتو اكتشف طموحه وما يريد قوله لجمهوره، هذا الذي ورّطه في نقد جهات إدارية مسؤولة. وبين ليلة وضحاها، يتحول كلامه إلى حديث عن “مادة كيميائية تستعمل في تنظيف المراحيض” (“الكريزيل”)، أصبح مدمنا على رائحتها.

بغتة، ينتقل إلى الحديث عن المدرسة، حيث تعلم الكذب، وحيث طلِب منه كتابة مواضيع إنشائية من وحي خياله ولا علاقة لها بحياته وواقعه الاجتماعي. هذا التعليم وجهان لعملة واحدة، يقول، ينتج إما ذوي خيال واسع (مخرجين أو فنانين تشكيليين… الخ)، وإما كذابين (“لحاسين الكابة”)؛ هذه الفئة الأخيرة هي سبب اضطراب جهازه الهضمي، فقرر ألا يغادر كرسي المرحاض، من هذا المنبر يريد التغيير.

“هناك نوعان من البشر: من يريد التغيير، ومن يمارس عليه التغيير”، هكذا يقول؛ ثم يخاطب المشاهد: “أي نوع تريد أن تكون؟ إيجابيا أم سلبيا؟ هذه أسئلة فلسفية كونية ووجودية”. يعد ذلك مباشرة، أو بعد قليل كلام مبعثر كعادته، “يخبر الناس أنه قضى أسبوعا في المرحاض، القضية صعبة، بطنه تؤنبه، ضميره يؤلمه، لا يعرف ما الذي عليه، ولا حول ولا قوة له إلا بمن يشاهده”، هكذا يصرح.

يشكر الناس، وينهي كلامه بصرف مياه المرحاض، كما هي عادته، لتعود الموسيقى الموحية بالاضطراب معلنة نهاية الحلقة الرابعة).

عدد من رسائل تطغى على الحوار: الاضطراب والتردد كصفة للإنسان، الزهد في مؤسسة التعليم إلا ما تحقق فيها من باب العشوائية، محاولة إسقاط عدد من المعايير الجامعة (ليس بين المغاربة وحدهم، بل بين الناس أجمعين)، العدمية والتسوية بين شرط وآخر (بين الطهارة والخباثة، بين العلم والجهل، بين النظام وانعدامه، بين المرحاض وغيره من الأمكنة النظيفة… الخ).

ومرة أخرى، يتأكد الخط العبثي وطابع اللامعيار واللامعنى لسينما هشام العسري. وبقدر ما تدعي هذه السينما إنتاج بعض المعاني، فإن معانيها لا تخلو من عنصري الفوضى والعبث. مدرسة فلسفية يمتح منها العسري، تلك هي مدرسة “العدمية الرومانتيكية” التي جاءت في سياق القرن 19 الأوروبي، نتيجة “انحراف مشروع الحداثة”. واليوم، يعاد إنتاجها في سياق “تصيدر أزمة الغرب إلى الشرق”.

 

نافذة على مشروع فكري

مشروع العلامة عبد الله دراز (8)

ظاهرة الوحي في تفسير العلامة دراز

أولا؛ في أن القرآن ليس إيحاء ذاتيا من نفس النبي (ص).

لا ينكر العلامة دراز أن تكون أخبار التاريخ رائجة بين الناس، ولكنه يستغرب ويستبعد أن تكون رائجة بتلك التفاصيل الدقيقة المذكورة في القرآن. يقول: “لا نقول أن العلم بأسماء بعض الأنبياء والأمم الماضية وبمجمل ما جرى من حوادث التدمير في ديار عاد وثمود وطوفان نوح وأشباه ذلك لم يصل قط إلى الأميين؛ فإن هذه النتف اليسيرة قلما تغرب عن أحد من أهل البدو أو الحضر. لأنها مما توارثته الأجيال وسارت به الأمثال. وإنما الشأن في تلك التفاصيل الدقيقة والكنوز المدفونة في بطون الكتب فذلك هو العلم النفيس الذي لم تنله يد الأميين ولم يكن يعرفه إلا القليل من الدارسين”. (محمد عبد الله دراز، النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن، دار القلم، ص 37)

وكأن العلامة دراز يستنكر على القائلين بذاتية “الوحي” متسائلا: فكيف لرجل أمّي أن يعرف ما لا وجود له إلا في بطون الكتب؟ وكيف لذلك أن يتاح له وقد وجد نفسه في أمة لم تعرف الكتاب (الكتابة) بحق إلا بنزول القرآن؟

وبالإضافة إلى تفاصيل التاريخ في القرآن، لا يخلو هذا الأخير من تفاصيل أخرى، هي تفاصيل: العقائد الدينية. وإذا كانت تفاصيل التاريخ مستغلقة على رجل أمي وكافة بني قومه، فإن تفاصيل الغيب لن تكون إلا أكثر استغلاقا منها (نفسه، الصفحات: 39-40-41). والغيب في المعاني التاريخية أقرب إلى الذهن من الغيب في أخرى لا تاريخية، لضعف في الإنسان ومحدودية في قدراته بحدوده المكانية والزمنية.

وإذا كان القرآن معجِزا في غيبه الحاضر (التاريخ واللاتاريخ)، فإنه أكثر إعجازا في غيب آخر هو: الغيب في المستقبل. وتلك هي “النبوءات الغيبية”، كما أسماها العلامة دراز، وهي ثلاث نبوءات متجلية فيما يلي: – ما يتعلق بمستقبل الإسلام (الحفظ)؛ – ما يتعلق بمستقبل حزب الله (هم الغالبون)؛ – ما يتعلق بمستقبل حزب الشيطان (هم الخاسرون). (نفسه، ص 42-43)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *