المهداوي*: هناك خط انتهازي يوجد وسط “البيجيدي” وجاء الوقت لكي يعملوا به الآن حاوره: مصطفى الحسناوي

بين قبول حزب الاتحاد الاشتراكي وإبعاد حزب الاستقلال، كيف تفسر هذا الانقلاب في موقف حزب العدالة والتنمية؟
توجد مجموعة من العوامل التي جعلت الحزب يقبل بهذه العملية، أولا هناك عامل ذاتي، يرتبط بالقيادة الجديدة، والقيادة الجديدة تم اختيارها بعناية من طرف حاكمي البلاد (القصر)، وهذه القيادة معروفة تاريخيا بموالاتها، ومهادنتها للتوجهات الرسمية للدولة.
وكما أسلفت الذكر في إحدى الحلقات فسعد الدين العثماني ليس مجرد شخص، بل هو يعبر عن خط أو توجه أو وجهة نظر داخل حزب العدالة والتنمية، وفيها مجموعة من الأشخاص، ولا تقتصر عليه وحده، والذين في إمكانهم الاستعداد لتقديم جميع التنازلات، وطبعا فهم يغلبون مفاهيم “المصلحة العليا ومصلحة الوطن والوطن فوق الحزب” وهذه مجرد ديماغوجيا، وهناك خط انتهازي يوجد وسط “البيجيدي” وجاء الوقت لكي يعملوا به الآن، فهذا العامل الذاتي مرتبط بتغير قيادة الحزب.
هناك أيضا عامل موضوعي ويتمثل في الجو الإقليمي والوطني (ليس دفاعا عن سعد الدين العثماني(، ولكن هذا الجو هو الذي يمكن أن يساعد في وجود هذه التنازلات، هناك تراجع في حراك الشارع، وتغول السلطة، وهناك الهجوم الذي تقوده الآن السلطة على المكتسبات والحقوق والحركة الاحتجاجية، فهذه كلها عوامل أوصلت إلى هذا الوضع.
والمؤسف أن الذي ساعد على هذه الأوضاع، هي الخيانات. فعلى سبيل المثال حزب الاستقلال أبان أن عددا من أعضائه خونة “نقولوها بكل وضوح” خانوا زعيمهم وخانوا موقف شباط، وكان موقفه مشرفا )بصرف النظر بالاختلاف مع شباط أو الاتفاق معه( ولكن مواقفه الأخيرة، كانت مشرفة وشجاعة، ولكن لم تجد من يسندها أو يحصنها من داخل حزب الاستقلال، وهذه العوامل أيضا ساهمت في ماوصلنا إليه.
ولا ننسى بأن الأحرار الذي هو قريب من القصر الآن، نازل بكل ثقله المادي والعلاقات إلخ.. فهذه كلها عوامل دفعت الناس لقبول هذا الوضع.

هل في نظرك، أن كل هذا الانقلاب والتغير في المواقف، مرتبط فقط بشخص العثماني؟
لا طبعا.. فكما قلت لك سابقا أن سعد الدين العثماني هو معبر أو مؤشر، فهو واجهة لخط انتهازي داخل حزب العدالة والتنمية، وإلا فالرميد يمثل هذا الخط ويتيم كذلك وعدد من قيادات وأعضاء الحزب، وبنكيران يمثل الخط الجذري إلى حد ما.

هل هذا يعني حسب وجهة نظرك أن هذا الخط الذي يمثله العثماني هو المهيمن والمسيطر داخل الحزب؟
لحدود الساعة لا، ليس هو المهيمن، ولكن تم تغليب كفته مؤخرا، وبدافع المصلحة تم تقويته، ووقعت ضغوطات، وأكيد هناك أشياء لا نعرفها، وحتى الإشارة التي قالها بنكيران بقوله “كاين حوايج غانديهم معايا حتى القبر” يجب أن تأخذ مقولته مأخذ الجد، فليست كلاما عاديا، يعني أكيد وقعت ضغوطات قوية ووقع ابتزاز وأكيد هناك تهديد بملفات.
ولا أستبعد أن عددا من قيادة البيجيدي الآن متورطون، ويظهر ذلك في الطريقة التي خانوا بها بنكيران وانقلبو عليه، وما جرى الآن هو انقلاب على بنكيران، وعندما نقول بنكيران نقصد الحزب وقيادته ومبادئه، إذن البارحة يقول بنكيران على أن لشكر لن يدخل إلا على جثتي، اليوم يدخل لشكر، فهذا يعتبر انقلابا على القيادة، يقوده التيار الآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــ
* حميد المهداوي: مدير موقع بديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *