صَــوْتُ الْحَقِـيـقَــةِ[1]

 

وَقَفْتُ بِشَاطِئِ الْأَفْكَــارِ يَوْمِــــي           وَسُحْبُ جَدِيدِهَا تَهْمِي[2] بِسُقْـــــمِ

فَفِي عَصْرِ التَّنَـــــوُّرِ تُرَّهَــــاتٌ           وَفِي جَــوِّ الرَّدَى أَمْطَارُ زَعْــــمِ

لَكَمْ رَجَمَ الْجُنَاةُ نُصُوصَ وَحْـيٍ           كَمَا رَجَمَ الشُّمُوسَ كَبِيــرُ قِــــزْمِ

تَنَــادَوْا مُصْبِحِيـــنَ هَلُـــمَّ جَمْعاً           إِلَى صَرْحِ الْعُلَى وَاسْعَـوْا لِهَــدْمِ

وَسَادَتُهُــــــمْ تُحَيِّيهِـــمْ جِهَــــاراً           هَنِيئاً بِالرُّقِـــيِّ لِنَشْــــرِ وَهْــــــمِ

وَكَمْ أَبْدَى التَّثَقُّفُ مِــــنْ جِــدَالٍ            لِأَهْلِ الْفِكْـــرِ مَا اتَّسَمُــوا بِحَـزْمِ

وَكَـــمْ سَلَقُـــــوا[3] بِأَلْسِنَةٍ حِــــدَادٍ            دُعَــاةَ الْحَـــــقِّ وَازْدَانُـــوا بِشَتْمِ

يُكَنَّــى بِالْحِوَارِ صُــــدُودُ خِـــلٍّ            لَدَيْهِـمْ وَالسِّبَــابُ حَلِيــــفُ سِلْــمِ

وَلَوْ فَهِمُـــوا الْأُصُولَ كَأَهْلِ فِقْهٍ            إِذاً لَّخَبَــــــتْ سَخَافَــــاتٌ بِحِلْــمِ

وَلَيْتَ الْعَذْلَ يَزْجُرُكُــــمْ وَلَكِـــنْ            تَبَاكَيْتُـــمْ بُكَـــى أَبْنَـــــاءِ يُتْـــــمِ

أَيَـــا أَهْـــلَ الثَّقَافَـــةِ وَالتَّعَـــالِي            رُوَيْـــداً فَالْحقِيقَـــةُ صَوْتُ عِلْــمِ

وَمَا كَانَ الصُّرَاخُ حَبِيبَ حَــــقٍّ            وَمَـــا كَــانَ الْبُكَاءُ سِــرَاجَ فَهْــمِ

تَنَاءَى الْحَـــقُّ عَنْكُمْ فِــي سُمُـوٍّ            وَأَمْسَـــى أَهْلُــــهُ نُـــوراً لِّنَجْـــمِ

وَظَــلَّ حُمَاتُـــهُ فِـــــي كـُلِّ نَادٍ             شُمُوســـاً مُحْرِقَــاتٍ كُلَّ وَصْــمِ

وَأَحْكَـــامُ الْإِلَــــــهِ مُسَلَّمَــــاتٌ             وَمَـــا لِلْعَبْـــدِ غَيْــرُ قَبُولِ حُكْـمِ

وَمَـــا قَطَــعَ الْحَكِيمُ بِـــهِ مَنَـارٌ             بِــهِ قَطَــعَ الْهُـدَاةُ لِجَاجَ خَصْــمِ

وَقُطْعَـــانُ التَّمَـــدُّنِ فِي دُجَاهَا              تَلَمَّسُ فِي الْمَهَامِـهِ إِرْثَ ظُلْـــمِ

وَحُكْــمُ اللهِ أَبْلَـــجُ فِـــي صَفَاءٍ              يُنَادِي فِــي الْعُقُولِ بِخَيْـرِ قَسْــمِ

تَرَقَّـــى بِالْعَدَالَـــةِ حَيْــثُ تَبْدُو              سِرَاجَ هِـــدَايَةٍ لِّهُـــوَاةِ عَـــــزْمِ

وَأَهْـــلُ حَضَـــارَةٍ شَمَّاءَ أَوْلَى              بِوَسْمِ سَعَــادَةٍ وَوِسَـــامِ عِلْــــمِ
————————-
[1] هذه القصيدة لعبد الرزاق الصادقي، أستاذ مادة التربية الإسلامية ببني ملال.
[2] تهمي من همى يهمي إذا سال، وهو هنا استعارة تصريحية، أي تنشر ما يبعث على السقم.
[3] سلقه بلسانه: أسمعه ما يكره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *