المسجـد الأقصـى أسيـر محمد بنجدوان

حُمَاةَ الدِّينِ إِنَّ الْأَقْصَى صَارَا   أَسِيرًا لِلْيَهُودِ وَلِلْحَيَارَى
يَجِيءُ الْغُمْرُ يَخْتَالُ احْتِقَارًا   يُدَمِّرُ جَامِعًا حِقَبًا أَنَارَا
رُعَاةَ الْخَيْرِ إِنَّ الْخِبَّ ثَارَا   يُدَنِّسُ قُدْسَنَا عَلَنًا جِهَارَا
عَتَا فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فَسَادًا   يُذِيقُكُمُ عَدَاوَتَهُ مِرَارَا
يَسُومُ الْمُسْلِمِينَ السُّوءَ حِقْدًا   وَيَنْشُرُ بَعْدَ أَمْنِهِمُ دَمَارَا
هُنَاكَ تَرَى شَجَاعَةَ كُلِّ حُرٍّ   يَذُودُ عَنِ الْحِيَاضِ يَقِي الذِّمَارَا
يُخِيفُ الْغَاصِبِينَ بِلَا سِلَاحٍ   وَيَقْذِفُ فِي وُجُوهِهِمُ الْجِمَارَا
وَمَاذَا لَوْ رَأَوْا طِفْلًا غَيُورًا   يُغِيرُ عَلَى حُصُونِهِمُ جِهَارَا
رَأَيْتَ جُيُوشَهُمْ تَخْشَى الْمَنَايَا   تَفِرُّ مِنَ الْوَغَى تَبْغِي الْجِدَارَا
إِذَا يَبْدُو لَهُمْ شَيْخٌ جَرِيءٌ   تَرَاهُمْ يَهْرَعُونَ إِلَى الْمَهَارَى
يُرِي لِلْكَافِرِينَ شَدِيدَ بَأْسٍ   وَصِدْقَ رُجُولَةٍ تَحْمِي الدِّيَارَا
إِلَى مَنْ يَقْتُلُ الْأَخْيَارَ غَدْرًا   غَدًا تَلْقَى جُنَاتُكُمُ الصَّغَارَا
غَدًا نَكْوِي شَقِيَّكُمُ بِنَارٍ   يَئِنُّ لَهَا وَيَنْكَسِرُ انْكِسَارَا
فَلَا تَحْسَبْ بِأَنَّ اللَّهَ يَنْسَى   صَنِيعَكُمُ وَغَصْبَكُمُ الْمَنَارَا
أَلَمْ يَرْوِي لَكُمْ حَبْرٌ رَشِيدٌ   جَزَاءَكُمُ لِتَعْتَبِرُوا اعْتِبَارَا
فَكَمْ فِي الْقُدْسِ قَدْ صَدَّتْ كُمَاةٌ   خُطَا الْبَاغِينَ تَبْغَتُهُمْ نَهَارَا
فَطَارُوا مِنْ مَكَانِهُمُ خَزَايَا   وَنَجَّى اللَّهُ مَسْرَى الرُّسْلَ عَارَا
وَمَا نَيْلُ الْمَطَالِبِ بِالتَّبَاكِي   وَلَكِنْ يُؤْخَذُ الْحَقُّ انْتِصَارَا

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *