لماذا يعبر عن الصلاة في القرآن ببعض أجزائها؟

قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:

(من أحب أن يفتح الله له قلبه أو ينوره، فعليه بترك كثرة الكلام فيما لا يعنيه، وترك الذنوب واجتناب المعاصي، ويكون له فيما بينه وبين الله خبية من عمل، فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره، وإن في الموت لأكثر الشغل).

مناقب الشافعي للبيهقي

 

الصلاة يعبر عنها في القرآن والسنة ببعض أجزائها، فتسمى قرآنًا، كما في قوله تعالى: (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) الإسراء:78؛ وذلك لأن القراءة من أركانها، كما تسمى ركوعًا وسجودًا، ويعبر عن فاعليها بالركع السجود، وبالراكعين والساجدين.

قال القرطبي في تفسير قوله: {الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ}: أي: في الصلاة المكتوبة، وغيرها. اهـ.

وقال القاسمي: والراكعون الساجدون، أي: المصلون. اهـ.

وقال الشيخ رشيد رضا -رحمه الله-: (الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ) لِلَّهِ تَعَالَى فِي صَلَوَاتِهِمْ. وَالصَّلَاةُ تُذْكَرُ تَارَةً بِلَفْظِهَا، وَتَارَةً بِبَعْضِ أَرْكَانِهَا، كَالْقِيَامِ، وَالرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ. وَهَذَا الْوَصْفُ يُفِيدُ التَّذْكِيرَ بِهَذِهِ الْهَيْئَةِ، وَتَمْثِيلَهَا لِلْقَارِئِ، وَالسَّامِعِ. انتهى.

ويعين هذا أن الركوع لا يشرع التعبد به في غير الصلاة، وكذا السجود المجرد لا يشرع التعبد به، وإنما يشرع السجود لسبب، كسجود التلاوة، والشكر، ولا ينافي ما ذكر ما ورد في القرآن من سجود المخلوقات، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} (الحج:18)؛ وذلك لأن سجود كل شيء بحسبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *