ذكر العلامة الطاهر بن عاشور في تفسيره “التحرير والتنوير” أن الأيام الثمانية المذكورة في سورة الحاقة {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} هي الأيام النحسات التي ذكرها الله في سورة “فصلت”، وبين أنها خاصة بقوم عاد، وأنها لا تتكرر كل عام، وردَّ على من خالف ذلك.
قال -رحمه الله- في تفسير آية 15- 16 من سورة فصلت:
فمعنى وصف الأيام بالنحسات: أنها أيام سوء شديد أصابهم وهو عذاب الريح، وهي ثمانية أيام؛ كما جاء في قوله تعالى: سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما [الحاقة:7]، فالمراد: أن تلك الأيام بخصوصها كانت نحسا، وأن نحسها عليهم دون غيرهم من أهل الأرض؛ لأن عادا هم المقصودون بالعذاب.
وليس المراد أن تلك الأيام من كل عام هي أيام نحس على البشر؛ لأن ذلك لا يستقيم لاقتضائه أن تكون جميع الأمم حل بها سوء في تلك الأيام. ووصفت تلك الأيام بأنها نحسات لأنها لم يحدث فيها إلا السوء لهم من إصابة آلام الهشم المحقق إفضاؤه إلى الموت، ومشاهدة الأموات من ذويهم، وموت أنعامهم، واقتلاع نخيلهم.
وقد اخترع أهل القصص تسمية أيام ثمانية نصفها آخر شهر (فبراير) ونصفها شهر (مارس) تكثر فيها الرياح غالبا دعوها أيام الحسوم، ثم ركبوا على ذلك أنها الموصوفة بحسوم في قوله تعالى في سورة الحاقة: سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، فزعموا أنها الأيام الموافقة لأيام الريح التي أصابت عادا، ثم ركبوا على ذلك أنها أيام نحس من كل عام، وكذبوا على بعض السلف مثل ابن عباس أكاذيب في ذلك، وذلك ضغث على إبالة، وتفنن في أوهام الضلالة”. التحرير والتنوير (24/260).