جديد الكتب

 

نقدم لقرائنا الكرام، كتابا صدر حديثا، بعنوان “نظرية الربط لتشومسكي: في ضوء قواعد العربية وأصولها من وجوه الاتصال والانفصال”، للدكتورة أسماء ياسين رزق. والكتاب فريد في بابه، إذ هو بمثابة تركيب بين نظرية تشومسكي واجتهادات اللغويين والنحويين العرب، فيما يخص ما يسميه تشومسكي “نظرية الربط”.

الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة السورية، في إطار “سلسلة كتاب النشر الإلكتروني”. ويتناول عدة قضايا بالنقاش والتحليل، لعل أبرزها:

– تعريف الربط وأهميته.

– أنواع الربط.

– أدوات الربط.

– علاقات الربط.

– صلة الربط باللسانيات النصية.

– الفرق بين الربط وبين التماسك النصي.

– تاريخ ظهور الربط في النحو العربي لفظا ومضمونا.

– المصطلحات التي عبر بها علماء العربية عن هذا “الربط”.

… إلخ.

لا نتقاسم مع القارئ الكريم هذا الكتاب، بهدف إطلاعه على جديد الكتب، مفصولا عن سياقه. إن السياق هو سياق الدفاع عن اللغة العربية، لغة الشريعة والدولة والأمة، فلا بدّ إذن من الإحاطة بمختلف الاجتهادات المستجدة في دراسة هذه اللغة، بهدف تجديدها، ومن ثم الحفاظ عليها.

 

مكتبتك في تاريخ المغرب

” الأدارسة في المغرب الأقصى: حقائق جديدة”، كتاب جيد لمؤلفه الدكتور المؤرخ محمود إسماعيل، نشر وتوزيع مكتبة الفلاح. يتناول فيه محمود إسماعيل بالرصد قضايا ووقائع متعلقة بدولة الأدارسة، من حيث قيامهم كدولة، وسياساتهم الداخلية، وعلاقاتهم الخارجية.

في باب “قيام دولة الأدارسة”، يتناول محمود إسماعيل بالإخبار والتحليل مقدمات ظهور الأدارسة في المغرب الأقصى، وحيثيات تأسيس دولتهم.

أما في باب “سياسة الأدارسة الداخلية”، فإنه يذكر ما رافق ظهورهم وتأسيس دولتهم من إنجازات أدت إلى ازدهارها، كما يذكر ما رافق ضعفهم من فرقة وانحسار أديا إلى انهيارها.

وفي باب “علاقة الأدارسة الخارجية”، يرصد الكاتب سياستهم في علاقتهم بعدة دول عربية وإسلامية: دولة العباسيين، دولة الأغالبة، دول الخوارج، دولة الأمويين بالأندلس، دولة الفاطميين.

ما يميز الكاتب هو نزوعه إلى تفسير الوقائع التاريخية، كلما وجد نفسه مطالبا بذلك، ما يجعل كتابه كتاب تاريخ وفلسفة. وبالرغم مما قد يؤاخَذ على هذا المنحى في التأليف التاريخي من لجوء إلى ملء فراغات التاريخ بالتفاسير المسبقة، فإنه يجعل التاريخ ذا معنى نستضيء به في حاضر لم يعد يحتمل فراغات الماضي.

 

 

فنون: النقد الإيديولوجي السينمائي

أفلام هشام العسري: اللامعنى في قالب سينمائي (4)

في ذات البرنامج “مع الرمضاني”، يستمر المخرج هشام العسري في: بث نزعته الإرادوية، تبني صراحة لا تاريخية، استهداف المعيار الجمعي، القول بانفصال الفن عن شرطه التاريخي، الاعتراف بأنانية مفرطة… وما إلى ذلك.

– في بث النزعة الإرادوية: يقول هشام العسري: “ليس هناك مجتمع يقبل الإبداع، الإبداع يفرض نفسه”. وهنا يعتقد العسري واهما أن “المبدع” (الفنان) يؤثر في المجتمع رغما عن أنف هذا الأخير، والحقيقة أن “المبدع” لا يؤثر في المجتمع إلا في شروطه، مخاطبا حاجة هذا المجتمع للاستمرار والاستقرار والدفاع عن نفسه.

– في تبني صراحة لا تاريخية: يقول هشام العسري: “أهم شيء في الإبداع هو الصراحة”، تلك هي صراحة هشام العسري، صراحته “المعرفية/ زاعما ذلك”، أو لنقل “اللاتاريخية”، حيث عدم التمييز بين “المعرفة والإيديولوجيا”، وحيث نفي ما للإيديولوجيات من أدوار تاريخية. يعتبر العسري المسارح وقاعات السينما وحفلات الموسيقى… مختبرات للتحقق من المعارف المختلفة، والحقيقة أنها فضاءات لتسريب وتصارع الخطابات السياسية والإيديولوجية المختلفة.

– في استهداف المعيار الجمعي: السينما التي يفضلها العسري هي تلك التي “تربك البديهيات ومبلغ الإنسان من المعرفة”، ولذلك فإنه يعتبر نفسه على النقيض من “الفن المحافظ”، مؤيدا كل “فن تقدمي”. فتأتي التقدمية، في نظر العسري، رديفة ل”السيولة واللامعيارية”. لا بدّ من التضحية ب”القدامة”، ولو أدى ذلك إلى الفتنة والتخبط والارتباك. تلك هي غاية العسري، حيث الانتقال، بغير سابق إنذار، من “القدامة” إلى “ما بعد الحداثة” مجازفة… (يتبع)

 

نافذة على مشروع فكري

عبد الوهاب المسيري (5)

كثيرا ما نوظف مصطلحات من قبيل “اللامعيارية”، “اللامعنى”، “العدمية”، “الاغتراب”… دون الوقوف عند معناها السديد. الرغبة في تجاوز هذا الجهل المفاهيمي، هو ما جعل المسيري يقدم محاولة معتبرة –في حدودٍ ما-لتفسيرها وبيان معانيها.

– “اللامعيارية”: تعني “فقدان المعايير وغياب أي اتفاق جوهري أو إجماع بخصوص شأن من الشؤون في المجتمع الحديث (الذي تتآكل فيه القيم والتقاليد)”. (عبد الوهاب المسيري، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، الجزء 1)

– “تفاهة الحلم”: أي تفاهة “المثل الأعلى الذي يسعى الفرد إلى تحقيقه”. (نفسه)

– “صدام المعايير”: والمقصود بهذا “الصدام” هو ذلك الصدام بين “ما يطلبه الفرد/ يحلم به والواقع”. (نفسه)

– “الاغتراب”: حيث “يصبح الفرد لا جذور له، فيفقد الاتجاه، ويسبب له هذا اختلالا نفسيا”. (نفسه)

– “أزمة المعنى”: وهي المعبَّر عنها ب”غياب أو فقدان المعنى الكلي والنهائي لحياة الإنسان”، ما أدى إلى “تزايد جرائم لا علاقة لها بالاقتصاد” في المجتمعات الغربية. (نفسه)

– “العدمية”: وتعني “إنكار إمكانية الوصول إلى أي معرفة”، فتصبح “الحياة لا معنى لها”. (نفسه)

وكل هذه المفاهيم هي –في نظر المسيري-“إمكانيات كامنة في النماذج المادية، التي تطمح لأن يوَلد الإنسان المعيارية… إما من عقله، أو من الطبيعة/ المادة. ومن خلال التطور يكتشف الإنسان أن عقله بدون مرجعية، وأن يدور حول ذاته ويقدس القوة، وأن الطبيعة/ المادة حركة بلا غاية أو هدف، ومن ثم لا تصلح مصدرا للمعيارية. ومن ثم، يتم الانتقال من العقلانية المادية، إلى اللاعقلانية المادية، ومن التحديث والحداثة إلى ما بعد الحداثة”. (نفسه)

(يتبع)

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *