عشرون سنة على “أكثر أبو هريرة”! (م.ز)

مرت عشرون سنة على كتاب مصطفى بوهندي، “أكثر أبو هريرة”. مرت عشرون سنة على هذا الكتاب الذي لم يخرج فيه بوهندي عن جملة اعتراضات وطعون تساق في حق أبي هريرة رضي الله عنه، وهي كالتالي:

– اضطراب نسبه.

– إكثاره في “كمية” الرواية، مقارنة مع بقية الصحابة.

– تفرّده في “كيفية” الرواية، عن الرواة من المهاجرين والأنصار.

– أغراض روايته الاجتماعية الخاصة، والسياسية العامة.

– كثرة مروياته مقارنة بقصر فترة صحبته وكذا ملازمته للرسولﷺ، ما يجعله متهَما بالتدليس.

– الطعن في صحبته للرسول ﷺ، بمعنى الشك في توفر شروط الصحبة فيه.

– روايته للإسرائيليات وأخذه عن الإسرائيليين.

– روايته للغرائب من القصص وأخبار السالفين… الخ. (1)

ردّ المحدثون على كل هذه الطعون، وفنّدوها بما ينفيها أو يضعفها من منظومتهم. كذلك فعلوا، وكذلك سيفعلون، ما دامت الطعون من طبيعة منظومتهم، معتمدة معاييرَ منها، لنفي أخرى. لا يتسع مجال ذكر ردود المحدثين هنا، فدعونا نتساءل مع بوهندي قليلا:

– ما حقيقة الدور الذي لعبه كتابه في حياة المغاربة طيلة عشرين سنة؟

– هل “تحدثن” المجتمع بالطعن في السنة؟!

– هل أصبح بإمكاننا الصمود في وجه الاستعمار وقد اضطربت أصولنا، كما تمّ التشكيك فيها بدعوى “التنوير”؟!

– هل حقا ساهم بوهندي وعصيد وناشيد والديالمي في إزالة غشاوة الماضي عن أعيننا لنعانق “الحداثة”، أم أننا أصبحنا غِربانا نسيت مشيتها الأولى، فلا نحن في التماسك ولا نحن في “الحداثة”؟!

– ألم يكن كتابُ “أكثر أبو هريرة” سببا في انحسار بوهندي، لمسّه بخصوصية فئات واسعة من المجتمع المغربي؟!

… الخ.

لقد كان “التنوير الأوروبي” تنويرا لأهله وفي سياقه، ولذلك أعطى أكله: الثورة الاجتماعية البورجوازية. أما “التنوير العربي” فهو اليوم تنوير لغير أهله غارق في إشكاليات غيره، ولذلك أعطى أكل غيره: تفكيك الخصوصيات الثقافية والدينية وإنتاج “القابلية للاستعمار”.

هامش:

(1): مصطفى بوهندي، أكثر أبو هريرة: دراسة تحليلية نقدية، الطبعة الأولى، 2002.

أث

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *