الحاخامات في “اليهودية المحرَّفة” وفقهاء الشريعة في الإسلام محمد زاوي

 

يحتل الحاخامات في “اليهودية المحرَّفة” مكانة كبيرة، يكادون يمتلكون بها نفوس غيرهم، بل يكادون يخنقون بها أنفاس رعاياهم!

– ادعاؤهم، وحدهم، الفهم عن الله والقدرة على التعليق به.

– فهم مقدَّسون بنصوص “التلمود” الذي خطه أوائلهم بأيديهم.

– يُشترط وجودهم في كل تجمع أو جماعة، وفي كل مؤسسة دينية أو سياسية أو عسكرية… الخ.

– مخوّلون لحماية “اليهودية” في نفوس اليهود، ومن ثم فرض رقابتهم على الاختيارات الدينية (الصلاة) والدنيوية (الطعام).

– قدسيتهم في النفوس، واختلافهم في الرأي، يؤديان إلى الفرقة لا الوحدة، والتنافر لا التماسك.

– حديثهم باسم الجماعات اليهودية (“الغيتوات” كما كانت تسمى في الغرب، كنموذج)، واستثمار خطابهم وأوامرهم لجعلها محل توظيف من قبل ذوي المصالح المنكَرة (الرأسمال الغربي والبورجوازيون اليهود، في تجربة الغيتوات).

– قدراتهم التحريضية على الظلم والعدوان وزرع الكراهية تجاه “الآخر”، وصناعة الأساطير والنبوءات والأوامر المقدّسة بغير دليل في سبيل ذلك.

… الخ.

وبالرغم مما يراد للإسلام من “صهينة”، بل و”تهويد”، فإنه يأبى إلا أن يكون على النقيض من “اليهودية المحرفة” (“إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون”):

– فالإسلام لا يفهمه “العلماء ورثة الأنبياء” لذاتهم، بل لاكتسابهم وسائل الفهم، وبها تقاس أهلية كل أحد للمعرفة عن الله. أما علاقة العبد بربه في الإسلام، فهي لا تحتاج إلى وساطة “عالم أو فقيه أو عارف”، وإنما “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب”.

– و”فقهاء الشريعة” ليسوا مقدسين، وإنما يصيبون ويخطئون، بل إن القرآن نفسه أقر بضلال من ضلّ منهم، بل ونعت بعض أخطائهم بأقدح النعوت (“كمثل الكلب”، “كمثل الحمار يحمل أسفارا”).

– ولا يُشترط وجود “فقهاء الشريعة” في كل جماعة، بل هم “مترجمون وموقعون عن رب العالمين”، يبينون الأحكام والمعاني، ويدعون إلى دين الله؛ ثم يتركون العباد لضمائرهم واختياراتهم في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة أو المجتمع.

– لا رقابة ل”فقهاء الشريعة” على حياة الناس النفسية والاجتماعية، بل ينزعون إلى تكريس الرقابة الذاتية (الباطنية). إنهم “ينفون عن الدين تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين”، وكل ذلك بيان الدين الحق (الطريق المستقيم)، لا بفرضه والرقابة عليه بالمنح والمنع.

– مهما اختلفوا في الفروع، فهم يتفقون في الأصل، لأنه محصن لم يلحقه تحريف. ولذلك، كان الدين الواحد والعقيدة الواحدة والشِّرعة الواحدة، لا الأساطير المتعددة والروايات المتناقضة كما في “اليهودية المحرّفة”.

– لم يخوّل الدين ل”فقهاء الشريعة” الحديث نيابة عن الجماعة ولا توظيفها لصالح أصحاب المصالح المنكَرة، فالجماعة تختار من ينوب عنها من رجال الدين أو رجال السياسة، وحسبُ “فقهاء الشريعة” الفتوى والتوجيه والدعوة دون إكراه.

– لا يدعو “فقهاء الشريعة” إلى أي ظلم أو عدوان، ولا يصنعون لأنفسهم مكانة بشيطنة “الآخر” المسالم أو المعتدى عليه. وإنما يدعون إلى احترام كل بني آدم (“كلكم لآدم وآدم من تراب”). وإذا كان التحريض، كان لمقاومة الاستعمار والعدوان الأجنبي أو إطفاء الفتنة وإنهاء بغي الفئة الباغية.

… الخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *