أسباب السلامة من ذنوب القلوب

 

يقول ابن القيم: (وأكثر المتنزهين عن الكبائر الحسية والقاذورات في كبائر مثلها أو أعظم منها أو دونها، ولا يخطر بقلوبهم أنها ذنوب، ليتوبوا منها! فعندهم من الإزراء على أهل الكبائر، واحتقارهم، وصولة طاعاتهم ومنَّتهم على الخلق بلسان الحال، واقتضاء بواطنهم لتعظيم الخلق لهم على طاعاتهم، اقتضاء لا يخفى على أحد غيرهم، وتوابع ذلك ما هو أبغض إلى الله وأبعد لهم عن بابه من كبائر أولئك).

من أسباب السلامة من ذنوب القلوب:

من أراد أن يتجنب الوقوع في المعاصي القلبية، فعليه أن يعمُر قلبَه بالطاعات القلبية؛ كمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإخلاص، والتوكل، والخوف، والرجاء، والصبر، والرضا، والشكر، والصدق، والحياء، والإنابة، ونحوها، فهي سد منيع يحجز مَن امتلأ قلبه منها عن الوقوع في المعاصي القلبية، ومما يعين المسلم على ذلك أمور، منها:

قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفكر: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: (فلا شيء أنفعُ للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة، والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله).

وقال السعدي رحمه الله: (تدبُّر القرآن يزيد في علوم الإيمان وشواهده، ويقوِّي الإرادة القلبية، ويحث على أعمال القلوب من التوكل والإخلاص، والتعلق بالله، الذي هو أصل الإيمان).

المدوامة على ذكر الله عز وجل:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: من أراد محبة الله عز وجل، فليَلهج بذكره.

قال سبحانه جل في علاه: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

طلب العلم الشرعي:

قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر:28)، فمن طلب العلم ونيَّته الانتفاع به، وتزكية نفسه، أورَثه العلم الخشيةَ والتعظيم لله.

الدعاء والتضرع:

فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسالك قلبًا سليمًا”.(أحمد، والترمذي).

المسارعة إلى التوبة

امتثالا لقول الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(النور:31).

نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من كل ما لا يرضيه..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *