إذا كان الدستور المغربي ينص على أن “المملكة المغربية دولة إسلامية”، وأن “الإسلام دين الدولة”، والملك يزاوج بين السلطة السياسية كرئيس للدولة والسلطة الدينية كأمير للمؤمنين، فلا زال هناك من ينازع في أن المغرب دولة إسلامية، والشعب المغربي شعب مسلم متدين.
نعم هنالك قوانين تخالف المنصوص عليه في الشريعة الإسلامية، كما يتلبس بعض المغاربة بالمعاصي والمخالفات الشرعية، لكن هذا لا يعني أبدا نفي الإسلام عن المغرب ولا الإسلامية عن المغاربة، لأنه وباختصار الإسلام متجدر في التربة المغربية، والدولة تؤطر المومنين من خلال مجالسها العلمية، كما أن المسلم غير معصوم ولا يخرج من دائرة الدين باقتراف المعاصي {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.
فبين الحين والآخر يتم الترويج لبعض الدراسات والأقوال التي تشكك في تدين المغاربة، وتدعي بأن الشباب بات يشكُّ في قناعاته الدينية، ويقبِل وفق قولهم على الحياة، وكأن التدين يعاكس الحياة ويحول دون التمتع بملذاتها، زعموا.
وجل هذه الدراسات مؤدلجة، تصدر عن مدارس وجهات تناصب التدين العداء، و”تمارس تشاغبا على الدين وتجاسرا على التدين في مناسبات مختارة بعناية غايتها استدامة صورة نمطية سلبية عن الإسلام والمسلمين كجزء من استراتيجية تطويق الانتشار الواسع والمطرد للإسلام”.
فكيف يتم استهداف التدين؟ وما مظاهره في المجتمع المغربي؟ ثم هل تغيرت علاقة المغاربة بالدين؟!
أسئلة وأخرى سنحاول أن نجد لها إجابات في هذا الملف من خلال مقالات تحليلية وحوارات مع مختصين.