بين أيدينا من المنشورات الجديدة، في فقرة “جديد الكتب” الخاصة بهذا العدد، كتاب “التحول الرقمي في المغرب” للمؤلف ذ. سليمان العمراني، مطبوعات لينا، الطبعة الأولى، 2022.
الكتاب من الحجم المتوسط، من 142 صفحة، “يضم بين دفتيه سلسلة من المقالات… تمحورت حول ثلاثة عناوين:
– ما جدّ: حيث ركزت مقالات هذا العنوان، على عرض ما استجد بشأن التحول الرقمي في بلادنا، بطريقة محايدة مجردة في الغالب من أي تعليق أو قراءة.
– ما صحّ: ينتظم هذا العنوان المقالات التي تناولت الشأن الرقمي الوطني، مما يعد منجزا يقتضي التعريف والإبراز والاعتراف والتقدير.
– ما قلّ: واخترنا المعنى الذي يفيد الإقلال والقلة، ولا يفيد المعنى الإيجابي الذي تعكسه المقولة “ما قل ودل”. وقاربنا في هذا العنوان قضايا التحول الرقمي التي تسجل خصاصا وإخلالا، خصوصا عند مقارنة المعطيات المتعلقة بتلك القضايا بالمنجز العالمي أو في سياق مقارن لبلدنا”. (ظهر غلاف الكتاب).
مكتبتك في تاريخ المغرب
اخترنا للقارئ الكريم، في هذا العدد، كتاب “سبتة ومليلية والجزر.. الآفاق والتساؤلات”، لصاحبه حسين مجدوبي.
يدخل الكتاب في صنف تاريخ المغرب المعاصر، في علاقته بما هو سياسي ودبلوماسي، تناول فيه صاحبه عددا من المحاور:
– “العوامل المؤثرة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب.
– المحطات السياسية لسبتة ومليلية.
– الأحزاب السياسية الإسبانية وسبتة ومليلية.
– الرأي العام الإسباني وسبتة ومليلية.
– سبتة ومليلية في المنتديات الدولية.
– ملف جبل طارق.
– العوامل المضادة لتشبث إسبانيا باحتلال المدينتين والجزر
– هل يتوفر المغرب على استراتيجية لتحرير سبتة ومليلية والجزر؟
– الحلول المطروحة.
– قضية كل المغاربة”.
ورغم صغر حجم الكتاب وقلة صفحاته (85 صفحة)، إلا أنه يعتبر أرضية مفيدة لكل باحث في موضوع الثغرين المحتلين سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.
فنون:
على هامش مهرجان السينما بمراكش
رأينا جميعا الممثلين والمخرجين والمنتجين، زرافات ووحدانا، يعبرون البساط الأحمر لمهرجان السينما بمراكش؛ وإننا بهذه المناسبة “السعيدة” نطرح عليهم الأسئلة التالية:
– ما الجهود التي تبذلها السينما المغربية للدفاع عن هويتنا الوطنية، بمختلف مكوناتها: الذاكرة، التاريخ، اللغة، الدين، إلخ؟
– إلى أي حد استطاعت هذه السينما أن تتحرر من مركب النقص لديها، ومن تم من استلاب أغلبها أو بعضها للغرب أدبيا وتقنيا؟
– ما حظ المواطن المغربي من هذه السينما في قضاياه الاجتماعية والاقتصادية وهمومه التي لا تقف في عالم يزداد سوءا؟
– كيف وهل تحافظ هذه السينما على فطرتنا وطهارتنا في زمن الشذوذ والانحراف؟
– إلى أي حد استطاعت سينما نبيل عيوش وهشام العسري وغيرهما أن تكون وفية لمنبتها ومسقط رأسها، المغرب بمختلف خصوصياته الثقافية والسياسية؟
… إلخ.
نافذة على مشروع فكري
مشروع العلامة عبد الله دراز (16)
بعد عرض كلام مختلف الفرق، في مسألة القدر، وجد العلامة دراز نفسه في حاجة إلى البحث عن أجوبة شافية لبعض الأسئلة التي هي أكثر عمقا. إلا أنه سرعان ما أعلن عجزه، بمجرد خوضه في بعض مسالكها المتشعبة. وسبب هذا العجز في نظره هو أن “تلك القوة العلمية التي نعرف بها الأشياء على ما هي عليه قوة محدودة، وإنما وهبنا الله منها بقدر حاجتنا في هذا العالم” (محمد عبد الله دراز، معنى القدر، جمع وإخراج هيثم حافظ، دار الحافظ، الطبعة الأولى، 1999-2000، ص 61). فما نحن في حاجة إليه نملك أسباب الوصول إليه، وما لسنا في حاجة إليه فلا نعرف سبيلا إليه. وهكذا، فقد كان علم الإنسان بقدَر الله فيه مقيدا بحدود قدرة الإنسان على ذلك. فيحرص على أن يعلم من مسائل القدر ما تستقيم به عقيدته، ويكفّ عن الخوض فيما لا فائدة منه، أو لعله يكون مما يفسد عقيدته.
هناك ضرورتان، إذن، تؤطران عقيدة السلف في مسائل القدر: حدود علم الإنسان بمسائل القدر، وفي أحشاء هذه الضرورة تخلّقت الضرورة الثانية، وهي أن “الله قدّر وأمر، وهو منزه عن أن يكون عاجزا في قدره، أو عابثا في أمره. ونحن عاجزون عن تحديد مدى فعله تعالى في أمره، ومدى فعل عبده في امتثال أمره”. قدرتان، الأولى لله، والثانية للعبد. لا نعلم “هل تشترك القدرتان في كل الطريق أم تقتسمان؟ ثم أين تلتقيان؟ وأين تفترقان؟ ذلك ما لا نعلمه، ولا حاجة بنا إلى أن نعلمه”. (نفسه، ص 64)