جديد الكتب
بعد إصدار كتابه “الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب”، أصدر الدكتور أحمد الريسوني كتابا جديدا يخص اختيارات الأمة الدينية والمذهبية، تحت عنوان “الاختيارات الدينية الكبرى للأمة الإسلامية”.
وقد خصص د. الريسوني هذا الكتاب لعرض ملامح من تاريخ ومضمون الاختيارات الدينية الكبرى للأمة، سواء ما تعلق منها بالفقه أو العقيدة أو السلوك.
فتناول بالعرض والمناقشة مذاهب الأمة في الفقه، وأبرز إجماع الأمة على أربعة مذاهب: الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي.
كما تطرق لمناهج الأمة في تلقي علم التوحيد، وهي المتجلية في ثلاث مدارس: أشعرية وماتريدية وحنبلية.
بالإضافة إلى ما يوافق الشريعة من مدارس السلوك والتزكية؛ مع تحيز واضح إلى “تصوف اليقظة والصحو”، لا “تصوف المنام والشطح”.
وقد كانت غاية د. الريسوني في كتابه أن يثبت وحدة الأمة الإسلامية، واعتراف علمائها الكبار بعضهم ببعض في إطار نفس الوحدة.
مكتبتك في تاريخ المغرب
نقدم لقراء جريدة “السبيل”، في هذا العدد، كتاب المؤرخ المغربي جرمان عياش بعنوان “دراسات في تاريخ المغرب”؛ وهو عبارة عن دراسات تاريخية جمعها المؤلف بين دفتي كتاب واحد، صدرت طبعته الأولى عام 1986.
ويمكن اختصار مضامين هذا الكتاب فيما يلي:
-توجيه نقد منهجي الكتابات التاريخية الغربية ذات الأغراض الاستعمارية.
-رفض وجهة نظر جون واتربوري (الانقسامية)، وهي القائلة بوجود إرادة لدى الدولة المغربية بخلق نوع من الانقسام بين القبائل والفئات المغربية بغرض الحكم؛ مقترحا تعويضها بوجهة نظر أخرى (التحكيم).
-الاصلاحات السلطانية في القرن 19م؛ فبالرغم من أهميتها بقيت محدودة الأفق والقدرة.
-العلاقة بين المغرب وإسبانيا (مقدمات الاستعمار)، وكذا بين المغرب وألمانيا (علاقة صداقة)، خلال القرن 19 م.
-سبتة والحصار المغربي من قبل جيش السلطان والقبائل المغربية…
الكتاب مهم يعبر عن وجهة نظر مغربية في التاريخ المغربي، من مؤرخ يعرف جيدا وجهة النظر الاستعمارية في التاريخ.
فنون
الدين وتشكل الأجناس الأدبية
يرى عماد الدين خليل في كتابه “مدخل إلى نظرية الأدب الإسلامي” أن علاقة الأدب بالتاريخ وبمتغيرات المجتمع أمر لا مفر منه، إلا أن إخضاع كل الأجناس الأدبية إلى صرامة التحليل الماركسي أمر لا يستقيم.
عن ذات التحليل (الماركسي) يقول د. خليل: “إن هذا التحليل مقبول إلى حد ما لو أن التنظير الماركسي لا يلح ذلك الإلحاح المعروف على ربط الإبداع الأدبي، بأنواعه ومضامينه، بالمواصفات الاجتماعية ذات الطابع التاريخي، الطبقي، الصارم، حيث تتأبى عملية الإبداع على الإذعان، وحيث تتحرر، سواء شئنا أم أبينا، من مقولات النسبية الزمنية” (ص 109).
عكس هذا التحليل، يؤكد عماد الدين خليل أن العوامل المتدخلة في تشكل الأجناس الأدبية متعددة، وليست هي العامل الاجتماعي وحده؛ بل إن الدين يلعب أدوارا مهمة في تشكلها.
ولذلك يقول: “إن النوع الأدبي تخلق إبداعي عبر الزمن، أسهمت في صياغته وهندسته مؤثرات تاريخية، ومنازع ذاتية.. بل إن (الدين) كان له دائما دور بارز ذو مساحة كبيرة في هذه (العملية)، الدين كتجربة حيوية دافعة للتعبير والتجميل، والدين كمعطيات فوقية اعتمدت في كتبها بدءا من الزبر الأولى، وانتهاء بالقرآن، الكثير من صيغ التعبير الأدبي لهز الوجدان البشري” (ص 110-111).
نافذة على مشروع فكري
خصائص “الجماعات الوظيفية اليهودية” عند المسيري..
ما “الجيتو”؟
يعرف عبد الوهاب المسيري “الجيتو” بأنه “الحي المقصور على إحدى الأقليات الدينية أو القومية. ولكن التسمية أصبحت مرتبطة أساسا بأحياء اليهود في أوروبا”؛ وفي معناه المعروف الشائع، فيعني “الجيتو” “المكان الذي يفرض على اليهود أن يعيشوا فيه”. (عبد الوهاب المسيري، الجماعات الوظيفية اليهودية، ص 111).
يسعى المسيري، من خلال دراسة “الجيتوهات اليهودية في أوروبا” ونشأتها وتطورها، إلى إبراز الأسباب التي أدت إلى عزل أعضاء الجماعات اليهودية.
فـ”إنشاء الجيتو، برغم أهميته القصوى من ناحية إدارة المجتمع وحماية الأقلية وضمان تسيير المجتمع دون احتكاك كبير بين فئاته وطبقاته، ساهم في عزل أعضاء الجماعات اليهودية وتجريدهم، أي تحويلهم إلى عنصر مجرد غير إنساني” (ص 114).
ويأبى المسيري إلا أن يفسر الجيتو بنموذجه التفسيري الخاص، حيث ربط الظواهر غير الإنسانية بـ”العلمانية الشاملة”.
يقول المسيري: “الجيتو، في علاقته مع العالم الغربي، يشكل أول جيوب العلمانية الشاملة والنفسية والتعاقدية الحقة في أوروبا، ذلك أن العلاقات هنا لا يشوبها أي حب أو عاطفة بل هي علاقات رشيدة تماما؛ عقلانية مادية، خاضعة للحسابات الصارمة للعرض والطلب وتنضوي داخل نسق هندسي كمي”. (ص 115)
وهكذا، يبدو أن الجيتو في أوروبا اكتسب، بوجوده على هامش المجتمع الرأسمالي المركزي، قيم الرأسمالية التي حولت اليهود في عدد من الدول الأوروبية إلى طائفة قابلة لتأسيس مشروع “الصهيونية”. لقد كانت المجموعات الأولى أساسا لما يسميه المسيري “اللحظة العلمانية النماذيجية الشاملة” (راجع “الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان” المسيري).