التواضـع يرفـع أهلـه

 

التواضع يرفع أهله في الدنيا والآخرة، ويعلي قدرهم عند الله وعند الناس.

قال صلى الله عليه وسلم: (من تواضع لله رفعه).

وقال: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ) [رواه مسلم].

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر .. .. على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخــان يعلو بنفــسه .. .. إلى طبقات الجو وهـو وضــيع

والكبر والعجب يضع صاحبه أيضا في الدنيا والآخرة، وعند الله وعند الناس

فعن ابن مسعود، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ)[رواه مسلم].

وفي الحديث القدسي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: (العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته) (رواه مسلم).

وعند أبي داود وابن ماجه: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار).

وأما في الآخرة فيحشرهم الله على أقبح الصور وأذلها وأوضعها.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يومَ القيامةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجَالِ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ من كلِّ مَكَانٍ، يُساقُونَ إلى سِجْنٍ في جهنمَ يُسَمَّى بُولَسَ، تَعْلوهُمْ نارُ الأنْيارِ، يُسْقَوْنَ من عُصارَةِ أهلِ النارِ طِينَةَ الخَبالِ) [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].

فلما كانوا في الدنيا يحتقرون الناس ويستصغرونهم، حشرهم الله على هذه الهيئة الوضيعة في حجم صغار النمل صورهم صور الرجال، يعلوهم الذل عقوبة لتكبرهم على الخلق في الدنيا، يطؤهم الناس بأقدامهم كما كانوا يطؤن هم رقاب الناس كبرا وعجرفة في الحياة الدنيا، فكانت عقوبتهم من جنس عملهم جزاء وفاقا.

والمتكبر يكرهه الناس ولا يحبونه، لأن القلوب مفطورة على حب من أحسن إليها وبغض من تكبر عليها، فهو يحتقرهم ويراهم في عينه صغارا، ولا يدري أنه في أعينهم أصغر وأحقر

مثــل المـعـجـب في إعجــابه .. .. مثل الواقف في رأس الجبل

يبصر الناس صغارا وهو في .. .. أعين الناس صغيرا لم يزل

إن الإنسان إذا نظر في حقيقة نفسه، وما يحمله في بطنه وبين جنبيه لم يجد الكبر ولا العجب إليه سبيلا.. إذ كيف يتكبر ويزهو مَن أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو بين هذا وذاك يحمل بين جنبيه البول والعذرة.. فمثل هذا كيف يتكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *