بين أحسن تقويم وأسفل سافلين عبد القادر دغوتي

فقد علم الله سبحانه آدم أسماء المسميات كلها، قال السدي عمن حدثه عن ابن عباس: علمه أسماء ولده إنسانا إنسانا والدواب، فقيل: هذا الحمار هذا الجمل هذا الفرس، وقال الضحاك عن ابن عباس: هي هذه الأسماء التي تعارف بها الناس إنسان ودواب وسماء وأرض وسهل وبحر وخيل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. [تفسير القرآن العظيم1/94].
وقال الشيخ السعدي: “ثم لما كان قول الملائكة عليهم السلام، فيه إشارة إلى فضلهم على الخليفة الذي يجعله الله في الأرض، أراد الله تعالى أن يبين لهم من فضل آدم ما يعرفون به فضله، وكمال حكمة الله وعلمه، فـ[علم آدم الأسماء كلها] أي: أسماء الأشياء ومن هو مسمى بها، فعلمه الإسم والمسمى، أي: الألفاظ والمعاني، حتى المكبر من الأسماء كالقصعة والمصغر كالقصيعة.
[ثم عرضهم] أي: عرض المسميات على الملائكة امتحانا لهم، هل يعرفونها أم لا؟ [فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين]في قولكم وظنكم أنكم أفضل من هذا الخليفة. [قالوا سبحانك…]، فحينئذ قال الله: [يا آدم أنبئهم بأسمائهم] [فلما أنبأهم بأسمائهم] تبين للملائكة فضل آدم عليهم، وحكمة الباري وعلمه في استخلاف هذا الخليفة…” [تيسير الكريم1/61].
وهكذا رفع الله قدر الإنسان بالعلم واختاره ليكون الخليفة في الأرض.

خلقه في أحسن تقويم وعلى أحسن صورة
قال الله تعالى: {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين، لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم}.[التين]، وقال: {الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات} [غافر64].
فالصورة والخلقة التي جعل الله عليها الإنسان هي أحسن صورة وأحسن خلقة في جنس مخلوقات العالم السفلي. فقد جعله الخالق “تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرا أو باطنا شيئا” [تيسير الكريم3/459].
هذا و”إن المقصود بالتقويم في بنية الإنسان، هو التقويم الشامل الذي يتناول كلا من البنية المادية والبنية المعنوية، فكلاهما خُلق على أحسن تقويم، سواء بالنظر إليهما في ذاتهما أو بالنظر إليهما في ترابطهما ووحدتهما في تكوين الإنسان” [عبد المجيد النجار: قيمة الإنسان/19].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *