الشعب المغربي ينتفض لفلسطين.. “كلنا فلسطينيون”.. أحمد السالمي

“كلنا فلسطينيون”، شعار رفع في جميع المسيرات التي شهدها المغرب، وكلمة رددها المثقفون، والسياسيون، وحتى الأمراء، كلمة جامعة في مبناها، مانعة في معناها، لخصت الوحدة المغربية الفلسطينية الضاربة في التاريخ العميق، موثقة لدفاع المغاربة على القدس الشريف.

“كلنا فلسطينيون”، شعار له قصة، شعار يهدم صرح التطبيع، شعار يفضح الصهيونية العربية، شعار يكشف انهزامية الطابور الخامس، شعار يعري سوأة التطرف الصهيوعلماني.

“كلنا فلسطينيون”، صدح بها الشارع المغربي بلا نفاق ولا مراء، في حين صرح شرذمة “كلنا إسرائيليون”، وهي عنوان لمقال خرج به مرتزق يتملق موائد الصهاينة الإشهارية، وهو معروف بإمبراطوريته الإعلامية العلمانية، التي تنضح من ثقافة المراحيض.

“كلنا فلسطينيون”، رد على هذا المرتزق المتصهين الذي أعلن عن ولائه لأسياده الصهاينة في مقاله المذكور، على موقع “جيروزاليم سترتيجيك تريبيون”، أظهر فيه تضامنا لا مشروطا مع المحتل المغتصب، بعد ضربة المقاومة التاريخية في 7 أكتوبر 2023، كما وصف حركة المقاومة حماس بأنها “جماعة إرهابية”، ووصف أسرى جيش الاحتلال لدى حماس بأنهم “رهائن”.

ومما كتب هذا الصهيوعلماني أن “إرهابيي حماس” هاجموا “أمة ديمقراطية”، كانت تحتفل بهدوء في يوم مقدس هو يوم “فرحة التوراة”، وهو يوم “لا يعمل فيه اليهود الملتزمون ولا يقودون السيارة ولا يكتبون ولا يشغلون الأجهزة الإلكترونية، إنه يوم مثالي لمهاجمة أمة ديمقراطية تحتفل بهدوء”، متجاهلا ما يقارب القرن من الاضطهاد، والقتل، والاغتصاب، والتهجير، والتضييق.. التي يمارسه المحتل الصهيوني في حق أصحاب الحق والأرض والتاريخ من المواطنين الفلسطينيين.

“كلنا فلسطينيون”، جاءت في مسيرات المغرب، التي خرج فيها الشعب المغربي الذي يمثل الأغلبية الساحقة، بخلاف الفصيل الصهيوعلماني، كطوفان بشري، -كما قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح أوس رمال: “نحن اليوم نعيش طوفان المغرب الأقصى”، معبرا عن دعم للشعب الفلسطيني المظلوم-، والمقاومة في عملية “طوفان الأقصى”، في حقها المشروع في تحرير أرضها من المحتل المغتصب، بدعوة من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

“كلنا فلسطينيون”، لم يكن الشعار الوحيد الذي رفعه المتظاهرون في المغرب، المساندون بالفطرة للقضية الفلسطينية، بل تم تداول شعارات أخرى، فبالإضافة للعلم الفلسطيني، وكوفية الفلسطينية، كانت شعارات من قبيل “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، و”لا لا ألف لا للتطبيع والهرولة”، وأخرى منددة بانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين وداعمة للمقاومة الفلسطينية، مثل “حماس ليست إرهابية، إسرائيل إرهابية”، و”غزة رمز العزة”.

وفي رد صريح على شيطنة المقاومة المشروعة ضد المحتل الغاشم، وأنها مقاومة كباقي الحركات التحررية من الاحتلال في العالم، حمل المتظاهرون المغاربة صورة محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام إلى جانب صورة المقاوم المغربي الراحل عبد الكريم الخطابي، في إشارة إلى أن المقاومتين متماثلتين في المغزى والهدف، متحدتان في السبب والدافع، وهو تحرير أرض محتلة من قوة استعمارية غاشمة معتدية مغتصبة للأرض بقوة الحديد والنار.

“كلنا فلسطينيون”، جاءت مذكرة بما قام به الملك محمد السادس، الذي أمر في أكتوبر 2000 بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط بعد ست سنوات من فتحه، وطرد البعثة الدبلوماسية الصهيونية عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وما صحبها من هبة شعبية مغربية.

“كلنا فلسطينيون” كشفت زيف ومغالطات البروباغندا الإعلامية الغربية والصهيوعلمانية، التي حاولت تزييف الحقائق وجعل الجلاد ضحية، والضحية جلادا، وشيطنة أصحاب الحق، وأزالت مساحيق التجميل عن دعاة التسامح والتعايش، وأرجعت القضية الفلسطينية إلى قلب الحسابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *