“يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” التوبة 32.
لا تزال المعركة ضد الإسلام من أعداد الإسلام مستمرة على امتداد الزمان منذ أن صدع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدعوة الإسلام إلى وقتنا الحاضر، واستخدم أعداء التوحيد وسائلهم المتنوعة المادية والمعنوية والفكرية فامتد الهجوم على الإسلام في جبهات عديدة وكانت الجبهة الأقرب إلى إصابة الهدف والتي صوبت حملات التنصير سهامها نحوها هي الأطفال الناشئين من أبناء الأمة الإسلامية، وقد سلكوا في سبيل ذلك الطرق المختلفة فسخروا أموالهم وطاقاتهم وإمكانياتهم للسيطرة على أطفال المسلمين ليتم القضاء على بذور الإيمان في قلب أمة الإسلام، ويغرس مكانها بذور النصرانية المشوهة، فاستغلوا كل الفرص لإنشاء أجيال جديدة من المسلمين ضعيفة الصلة بدينها غارقة في الفساد والانحطاط الخلقي، تقدس الصليب وتدين بالولاء للنصارى.
فتنصير المسلمين وإخراجهم من الإسلام هدف من أهداف قوى الكفر والإلحاد من اليهود والنصارى، فهم لا يرضون عن المسلم إلا أن يكون على دينهم، أو يتخلى عن دينه إلى أي وجهة أخرى، وهذه الحقيقة بينها القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ” البقرة 120.
قال “صمويل زويمر” في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م: “..مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونوا أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية..”.
ومن الأساليب الحديثة التي ينتهجها المنصرون في بث دعوتهم مستغلين بذلك عوز الناس وفقرهم وحرمانهم: تقديم المساعدات المادية للفقراء وبشكل خاص للنساء، وتشجيع وإعانة الطلبة على الهجرة إلى الخارج، ومساعدتهم في الحصول على التأشيرة، ونشر كتيبات صغيرة في الأسواق والمكتبات المدرسية تدعو إلى النصرانية، وتوزيع الأشرطة السمعية والأقراص المضغوطة وأشرطة الفيديو المترجمة إلى اللهجة المغربية، وإنشاء مواقع إلكترونية، وقد أطلقوا موقعا إلكترونيا اللهجة العامية المغربية يقدم شهادات حية بالصوت لمغاربة ارتدوا عن دينهم إلى النصرانية، وقد كشفت التقارير التي تصدرها المنظمات التنصيرية عن وجود نحو 150 ألف مغربي يتلقون عبر البريد من مركز التنصير الخاص بالعالم العربي دروسا في النصرانية، والمصيبة الكبرى ما وجد مؤخرا في الأسواق المغربية من ألعاب للفتيات على شكل يقطينة صغيرة تحتوي على قلادتين كل واحدة منهما عبارة عن خيط وصليب (انظر الصورة)، مرفوقتين بخاتم وأدوات صغيرة الحجم لتزيين الشعر، وقطعة شكلاطة..!! فالحذر الحذر قبل أن تقتنوا لأطفالكم أية لعبة التأكد من محتواها.
إن أطفالنا في خطر ويحيط بهم هذا الخطر من كل الجوانب، فشباك التنصير قد نصبت حول الطفل المسلم لاصطياده ومن ثم هدم عقيدته وفكره وإخراجه من الإسلام.
إذا فما أحوجنا إلى جهود جبارة تليق بأمة حملت الأمانة لمواجهة خطر التنصير: وأول هذه الجهود التمسك بتعاليم الإسلام وتحكيمه في كل شؤون الحياة، وتأصيل العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس المسلمين والقيام بواجب الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وكشف أساليب المنصرين ومؤامراتهم بالرد عليهم وعلى افتراءاتهم ضد الإسلام والمسلمين، وتوعية براعم الإسلام بهذه الأساليب ليكونوا على بصيرة وحذر منذ الصغر.
هذا نداء صارخ نوجهه إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والرابطة المحمدية لعلماء المغرب والمجلس الأعلى العلمي، وكل الهيئات التي أنيطت بها حماية عقيدة المغاربة من الشرك والكفر وكل الشوائب، وكذا الأسر والبيوت المسلمة استنهاضا للهمم والنفوس الأبية، وإيقاظا للضمائر النائمة، حتى يتحمل كل مسؤوليته في الذود عن حياض العقيدة والهوية.
قال تعالى: “وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ” (البقرة).