جاء في دراسة صدرت عن معهد المرأة في العاصمة الإسبانية مدريد أن مليون و310.000 عاملة تعرضت لنوع من أنواع التحرش الجنسي عام 2005 م، أي 15% من مجموع عدد العاملات في إسبانيا الذي يبلغ 8 ملايين و425 ألف عاملة. وأشارت الدراسة إلى أن 40.000 عاملة ستغير مكان عملها لهذا السبب، وقالت مسؤولة المساواة بين الرجل والمرأة في المعهد “سوليداد موريو”: أن رد فعل العاملة تجاه التحرش هو عدم التقدم بشكوى، بصورة عامة، عندما يكون التحرش بسيطا، ولكن عدد الشكاوى يرتفع بارتفاع طبيعة التحرش، ومع ذلك ووفقا لدراسات المعهد من خلال زياراته الميدانية والاستطلاعية فإن عدد اللواتي يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز 25% من مجموع حالات التحرش. ولوحظ أن 56% من المؤسسات التي تقع فيها مثل هذه الحالات لا تتصرف بجدية مع المشكلة، كما أنه لم تصدر أحكام رادعة ضد المعتدي بشكل مُرٍْضٍ إلا في 8% من مجموع الدعاوى المقدمة.
وتتراوح حالات التحرش بصورة عامة، بين التحرش الشفهي والإلحاح في طلب لقاء وطرح أسئلة جنسية أو نظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس والتحسس والقرص. وتضيف الدراسة أن أسباب عدم تقدم العاملة بشكوى ضد التحرش عديدة ومتشعبة، أهمها عدم ثقة العاملات في إنزال العقوبة بالمعتدي كما ينبغي، ولا تتقدم بشكوى غير 25% من مجموع العاملات اللواتي تعرضن للتحرش. وحسب استطلاعات المعهد بين اللواتي تعرضن للتحرش، فان 38% منهن يخشين التقدم بشكوى لظنهن أنها ستعود ضدهن، فيتهمون العاملة بأنها هي التي تحرشت، وقالت 43% منهن أنهن يضطررن إلى التحمل والسكوت خشية فقدانهن لأعمالهن. وجاء في الدراسة أيضا أن حوالي نصف الذين يقومون بالتحرش هم من زملاء العمل، و27% منهم من رؤساء العمل و23% من الزبائن. وتلفت الدراسة أيضا إلى أن اغلب هؤلاء العاملات يعانين من أمراض نفسية مثل القلق والسهر واللامبالاة والخوف والتعرض للكوابيس. فهل صانت النظم العلمانية الغربية كرامة نسائها وحققت لهن العدالة والمساواة كما يدعي العلمانيون في بلاد المسلمين؟ فما بال العلمانيين لا يكادون يفقهون حديثا؟