اعترافات المرأة الغربية المتحررة تفضح نفاق العلمانيين

بعدما حصلت المرأة الغربية على حق المساواة بالرجل الذي طالبت به كالعمل خارج المنزل، والمساواة في الأجور -في بعض الأعمال، وبعض الدول-، وممارسة الأعمال التي يقوم بها الرجل، وتولي المناصب التي يتسنمها الرجل، والتخلي عن دورها في المنزل والأسرة، اتضحت الصورة، فقد حصلت على المساواة الشكلية مع الرجل في كثير من الأمور، وما لم تحصل عليه، أو يحتاج إلى سن قوانين أو تشريعات، فهي تسعى إلى تحقيقه عن طريق الجمعيات النسائية التي تطالب حكوماتها بتحقيق مطالبهن، وهو ما يحصل في الغالب.

وبعدما جربت المرأة الغربية هذه المساواة ومارستها عمليا، ماذا كانت النتيجة؟!
النتيجة لن نحكم عليها نحن المسلمون، وإنما ننقلها من تصريحات من مارسن هاته المساواة ودافعن عنها وعشنها حقيقة، ونوردها على لسانهن.
تقول جويس دافيسون زعيمة “حركة كل نساء العالم” ومقرها في الولايات المتحدة الأمريكية: “هناك بعض النساء حطمن حياتهن الزوجية عن طريق إصرارهـن على المساواة بالرجل، إن الرجل هو السيد المطاع، ويجب على المرأة أن تعيش في بيت الزوجية، وأن تنسى كل أفكارها حول المساواة..
ثم تتحدث عن نفسها فتذكر أنها كثيراً ما تسببت في إزعاج زوجها بسعيها المتواصل من أجل المساواة، ولكنها اكتشفت بعد ذلك أن هذا السعي كان السبب الرئيسي وراء كل خلافاتها مع زوجها”. (وظيفة المرأة المسلمة في المجتمع الإنساني؛ علي القاضي).
فزعيمة هذه الحركة تعترف -بعد تجربة شخصية عاشتها مع زوجها- أن المفهوم السائد في الغرب حول المساواة إنما هو مفهوم خاطئ يترتب على الإصرار في المطالبة به إلى تقويض الحياة الزوجية؛ لأجل ذلك تطالب هذه المرأة الغربية بنات جنسها بتسليم أمر السيادة إلى الرجل، ونسيان كل الأفكار حول المساواة.
وهذه رينيه ماري لوفاجيه رئيسة الجمعية النسائية الفرنسية تقول: (إن المطالبة بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة تصل بهما إلى مرحلة الضياع، حيث لا يحصل أحد من الطرفين على حقوقه). (وظيفة المرأة المسلمة في المجتمع).
فهذه المرأة الفرنسية تترجم وتصف بدقة حال الرجال والنساء بعد المطالبة بحق المساواة؛ حيث إن الجميع سيخسر، فلا الرجل سيحصل على حقوقه، ولا المرأة كذلك.
وتؤكد هيلبن أندلين الخبيرة في الشؤون الأسرة الأمريكية هذا الكلام، حيث تقول: (إن فكرة المساواة بين الرجل والمرأة غير عملية أو منطقية، وأنها ألحقت أضراراً جسيمة بالمرأة، والأسرة، والمجتمع) (مجلة الوعي الإسلامي).
فهذه الخبيرة الغربية أدركت بعد التجربة أن فكرة المساواة التماثلية وتطبيقها واقعياً في المجتمعات الغربية على الرجال والنساء، لم يثمر إلا خسائر كبيرة بالمرأة والأسرة، وبالتالي تعرض المجتمع لأضرار جسيمة.
وحينما أنشئت محكمة في بروكسل أطلق عليها اسم (المحكمة الدولية للنظر في جرائم الرجال ضد النساء)، لم يمض على إنشائها أسبوع حتى عقد اجتماع كبير من مجلس وزراء السوق التسع؛ لمناقشة موضوع المساواة بين المرأة الأوربية والرجل الأوربي، وكان أبرز ما تناوله الاجتماع: نتائج استطلاع للرأي العام الأوربي، الذي أجري منذ فترة في دول السوق بين الرجال والنساء، وكانت النتيجة أن 48% ممن جرى سؤالهن يعارضن بشدة إجراء أي تغييرات في أوضاع المرأة، أو منحها مزيداً من الحقوق، و18% ذكرن أنه يمكن إجراء بعض التغييرات والإصلاحات، ولكن بشكل معتدل، و24% ذكرن أن هذا الموضوع لا يحظى باهتماماتهن على الإطلاق.
فلغة الأرقام -التي يقال إنها لا تكذب تؤكد أن النساء وهن أصحاب الشأن في قضية المساواة- لا يردن أي إصلاحات أو حقوق تؤدي إلى المساواة التامة بالرجل، بل ما يقرب من ربع من جرى استطلاع رأيهن لم يفكرن إطلاقاً بهذا الموضوع.
وتأكد “ميرا هنت” عالمة الأحياء أمريكية، أن: النساء الأمريكيات أصبحن يصبن بالشيخوخة في سن مبكرة نتيجة صراعهن لتحقيق المساواة مع الرجال. وتقول: إن هذا الاتجاه نحو الشيخوخة في أوساط النساء يبدو جلياً في كافة أجزاء الولايات المتحدة، إلا أنه يلاحظ بصفة خاصة في المدن، حيث تدخل النساء العاملات في منافسة مباشرة مع الرجال في عالم الأعمال.
كل هذه الأمراض والمصائب تحصل بسبب مخالفة المرأة للفطرة التي خلقها الله جلَّ وعلا عليها، حيث تلهث بعض النساء خلف سراب المساواة التامة، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بضريبة تدفعها المرأة من صحتها، وتدفعها الأسرة بتشتت أبنائها.
فهل يلزم أن نعيش التجربة نفسها رغم فشلها في مجتمعات الدول المصدرة حتى نستيقن فساد ثمارها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *