إن حال كثير من المسلمين في رمضان تتحسن ويتضاعف العمل الصالح فيه، ولكن ما إن تبدأ أيام الشهر بالانصرام، وبعد حضور بعض المصلين ليلة القدر وختمة القرآن، يبدأ ذلك المشهد الفريد الذي تمتلئ فيه المساجد بالمصلين بالانفراط، فتتناقص الصفوف وكأن القوم لا يعرفون الله إلا في ذلك الشهر المبارك والله المستعان.
ثم من يضمن أن يختم لذلك الناكص بخاتمة حسنة حينما يعود لمعاصيه وأخطائه وزلاته وسقوطه في دركات الخطايا؟! من يضمن له حسن الختام وهو لا يدري متى تكون النهاية المحتومة؟! إن حياة المسلم الحق رجلاً كان أو امرأة يجب أن تكون موصولة كلَّ الصلة بالله تعالى كل أيام السنة قال تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” بل يجب على الجميع أن يستشعروا أن كل ما يقومون به من أعمال شرعية، أو حتى عادية يجب أن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، أداء للواجبات وعملاً للصالحات مع الحرص في أدائها على أحسن وجه جودة وإتقاناً.
إن المسلم حقاً يشعر أنه على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله، مع الحرص على أن يؤدي ما اؤتمن عليه بحماس وحيوية وإخلاص، فلعل الله أن يختم له بخير ختام. والموفق حقاً والمقبول إن شاء الله من استمر على نشاطه وحيويته بعد رمضان في أداء ما افترض عليه من عبادات وواجبات والتزامات، واهتدى بهدي البشير النذير صلى الله عليه وسلم في سلوكه وتعامله، والاستمرار على العمل الصالح بعد مرور مواسم الأجر والخيرات دليل على صدق صاحبها، وقبول عمله عند الله تعالى، كما ذكر جمع من العلماء.
والله نسأل أن يوفق الجميع لصيام هذا الشهر وقيامه على الوجه الذي يرضيه، وأن يعز الإسلام والمسلمين، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته بعز عزيز أو بذل ذليل.