جمعيات المرتدين عن الإسلام في الغرب

لا شك أن الهجوم على الإسلام قد اتخذ أشكالا كثيرة وقوية خصوصا بعد رفع الولايات المتحدة الأمريكية شعار الحرب على الإرهاب –الإسلام- منها الحملات الإعلامية المنظمة في النيل من المسلمين والإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، وإن صدور ذلك من زعماء دول الاحتلال يهون لأنه من حاقد طامع رغم ما يتشدق به نفاقا من دعوات الحوار والتسامح والتعايش، لكن الأشد مضاضة على النفس أبواق كانت بالأمس محسوبة على ديننا بالتبعية واليوم تعلن حربها على كل مقدس من ديننا، وتجعل من كل شبهة حجة تشهرها في وجه المسلمين، كل ذلك بدعم من الغرب العلماني، الذي فتح لها الأبواب والمراكز ومنحها الكراسي لأنها انسلخت عن دينها وقيمها.
وعلى رأس هؤلاء الصومالية “إيان هيرسي علي” -والتي تمَّ نزع جنسيتها الهولندية بسبب الكذب في الملفات التي تقدمت بها لنيل الجنسية- التي قامت بإصدار كتاب من الولايات المتحدة فـي فـبراير عام 2007م بعنوان “كافرة” تعلن فيه ارتدادها عن الإسلام، وقد تطورت هذه الخطوة –الارتداد عن الإسلام- بدعم من الغرب إلى تكوين جمعيات المرتدين عن الإسلام لدعوة المسلمين وأشباههم إلى الردة والدفاع عن حقوقهم.
وقد “تأسست في أوروبا وأمريكا خلال الفترة القصيرة الماضية مجموعة من الجمعيات والمنظمات تحت شعار (المرتدون عن الإسلام) أو (Ex-Muslims) وهي ما يمكن أن يترجم حرفياً بالمسلمين السابقين، وهي جمعيات بدأت في ألمانيا، ثم بريطانيا، وكذلك الدول الإسكنديناڤية، وأخيراً هولندا في مطلع شهر رمضان من عام 1428هـ. هذه الجمعيات تحمل أسماء متشابهة، مثل: (المجلس الألماني للمرتدين عن الإسلام)، أو (المجلس البريطاني للمرتدين عن الإسلام)، وهكذا.
وبدعم مالي وإعلامي غربي، أعلنت مجموعة من الجمعيات الأوروبية التي تم تأسيسها مؤخراً للمرتدين عن الإسلام عن عقد اجتماع لهم في لاهـاي بهـولندا في يوم الحادي عشر من سبتمبر 2007م للتعريف بمشروع (الإعلان الأوروبي للتسامح)، وهو إعلان دولي للتعريف بحقوق المرتدين عن الإسلام، ودعوة الإنسانية إلى الدفاع عن تلك الحقوق المزعومة، وقد شاركت منظمات للمرتدين عن الإسلام من كلٍّ من ألمانيا وبريطانيا والسويد والنرويج والدانمارك وفنلندا في هذا الاجتماع؛ بهدف التأكيد على حقوق أولئك المرتدين.
ففي ألمانيا قام مرتدّون بتأسيس منظمة “المجلس المركزي للمرتدين” في برلين في الأول من مارس من عام 2007م لمحاربة الإسلام، وأعلنت تلك المجموعة أنهم قد أسسوا المنظمة لتشجيع الألمان على نبذ الإسلام وانتقاد الهيئات الإسلامية في البلاد.
وقد اتخذ هذا المشروع العلماني الصهيوني في مشاريعه عدة شعارات من بينها شعار: “لقد تخلينا عنه/ We’ve Given it Up” ، وهو مشروع يهدف إلى توضيح صعوبات الارتداد عن الإسلام، ومساعدة المرتدين على القيام بذلك.
كما أعلن مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية عن موقع “المرتدون عن الإسلام” وعنوان الصفحة الأولى للموقع باللغة الإنجليزية هو (لقد تركنا الإسلام)، وهو موقع يهاجم الإسلام، ويروي قصص المرتدين عنه، والبطولات التي يقومون بها في المجتمعات المسلمة من أجل الحفاظ على حقهم المزعوم في الردة، والإعلان عنها والمناداة بها كما يؤكد الموقع، وتؤكد الصفحة أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون رسولاً، وأن القرآن ليس من عند الله تعالى، وأن هدف المشاركين في الموقع هو الإعلان أن الإسلام ليس ديناً، وإنما هي دعوة كاذبة للإرهاب والتضليل، وأن المسلمين هم الضحية الأولى للإسلام، وواجب المرتدين بيان ذلك لهم وانتشال المسلمين من الإسلام. يقول الموقع: (هدفنا أن نعلِّم المسلمين، وأن ندعهم يرون الحقيقة. إننا لسنا ضد المسلمين، ولكننا ضد الإسلام. وإننا نعمل بجِدٍّ لكي نعود بالمسلمين إلى الإنسانية. إننا نهدف إلى محو الإسلام كي تتحرر شعوبنا)!
وموقع أمريكي آخر يقوم بجمع آراء المرتدين من خلال استطلاع للرأي يسأل المرتد عن سبب الارتداد ورأيه في الإسلام، والصعوبات التي واجهته، ويتم وضع النتائج في الموقع لكي يطلع عليها كل من يهتم بالتعرف على تجارب المرتدين عن الإسلام. كما سيصدر في أمريكا في هذا العام أكثر من خمسة كتب حول الارتداد عن الإسلام، وتجربة الحياة بعيداً عن الإسلام” (من مقال: “موجة الردّة القادمة والدعم الأوروبي لها” مجلة البيان: عدد 242).

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *