دور القرآن في المغرب منارات إصلاح ومدارس اعتدال عبد الغني ادراعو

أوقفت السلطات المغربية نشاط جمعيات قرآنية في مدن كثيرة من البلاد ولا يدري أحد ما ذنب هذه الجمعيات إلا ما يُرَوَّجُ عموما من أنها تابعة للدكتور المغراوي الذي اتهمته الهيئات العليا في سابقة من نوعها وبغير حق.

تساؤلات عديدة تحتاج إلى إجابة:
هل هذه الجمعيات القرآنية مخالفة للنظام؟!
هل هذه الجمعيات تدعو إلى الشغب والفوضى؟!
هل هذه الجمعيات تنظر لفكر ضال؟!
إن أي اتهام من هذه الاتهامات يحتاج إلى إثبات قوي، ودون ذلك خرط القتاد.
“قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ”.
وعلى عكس ما يفترى من تهم، فإن هذه الجمعيات يشهد التاريخ لها بالانضباط والحفاظ على الأمن والمشاركة الفعالة في مبادرة التنمية البشرية خصوصا في جانب محو الأمية؛ فإن مقرات هذه الجمعيات يفد عليها الكثير ممن يرغب في الاستفادة من برامجها في هذا الشأن، ومن جميع شرائح المجتمع خصوصا النساء؛ والكل يشهد لهذه الجمعيات بأنها أخرجت الآلاف من الناس من وحل الأمية إلى نور العلم.
ومن جهة أخرى يسجل التاريخ لهذه الجمعيات الدور العجيب في انتشال العديد من الناس بفضل الله تعالى من براثن المخدرات والخمور، وهذا يعزز الأمن في البلاد.
وأضرب لذلك مثالا بدار القرآن بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش التي كان موقعها في حي شعبي يعج بالاتجار في المخدرات فكان لها الدور الفعال في إصلاح هذه البيئة، ورجع العشرات من المدمنين وصاروا مواطنين صالحين، وهذا تشهد به السلطة المحلية التي تعرف وضع الحي قبل دار القرآن ووضعه بعدها بفضل الله.
وسجل التاريخ أيضا لهذه الجمعيات أنها لم تقم بأي تصرف مشين ضد السلطات حفاظا على الأمن وإيمانا منها بوجوب الطاعة لولاة الأمر؛ وقد أغلقت العديد من دور القرآن في ربوع البلاد سنة 2003 فلم تسجل السلطات ردود أفعال طائشة أو متهورة لروادها المظلومين.
فهل هذا يا تُرى لعجز هؤلاء؟! أم هي ثمرة التربية الصالحة التي حلَّت بها هذه الدورُ سلوكَ روادها فجعلتهم حراسا للأمن، مغاليق للفتن، حماة لمنهج الوسطية والاعتدال.
أضف إلى ذلك أن ما يحلو للصحافة غير المنضبطة أن تصف به هذه الدور كالانغلاق والرجعية يكذبه الواقع؛ فهاهم أبناء دور القرآن يسجلون تفوقا عجيبا في سائر مراحل الدراسة النظامية.
وعرجوا على المؤسسات التعليمية لتعلموا صدق ذلك، ثم عرجوا على الإدارات المختلفة والمستشفيات والوظائف المتنوعة لتجدوا أن أبناء هذه الدور يشغلون مناصب عديدة ويمثلون روح العمل النزيه وهذا لا يحتاج أن أقيم عليه أدلة، فالمنصفون من المسئولين يشهدون بذلك.
أما ما تُقْذَفُ به هذه الجمعيات من طرف الذين يسوغون لأنفسهم الافتراء على الناس والتحريض عليهم وأعني بذلك بعض الذين نسبوا إلى الصحافة ممن يتاجر بقلمه ويسخره لأغراض خسيسة، فقد وصم هؤلاء هذه الجمعيات بأنها أوكار للفكر الضال! اللهم هذا بهتان عظيم.
إن ما يدرس في هذه الجمعيات هو القرآن بتفاسيره المعتمدة عند العلماء والصحيحان وموطأ الإمام مالك والسنن بشروحها المعتمدة وعقيدة الإمام مالك..، فإن كان هذا فكرا ضالا فـ (إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ).
ثم إن كان هذا فكرا ضالا فهذا تاريخ هذه الجمعيات؛ هل ثبت أن تَخَرَّجَ من حلقاتها من يحمل فكرا ضالا يكفر به المسلمين ويستبيح به أعراضهم وأموالهم ويتحين الفرص للفتك بهم؟! كلا، بل تلقوا المعتقد الصحيح الذي لا غبار عليه، وانضبطوا بضوابط الشرع فتراهم لا يستبيحون عرضا ولا مالا ولا دما حراما بل ولا يركبون ما ركبته الأقلام المستأجرة هذه الحملة الهوجاء من السب والطعن والكذب والافتراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *