بوش والحذاء.. ومن يهن الله فما له من مكرم معاذ السالمي

لم تكن حادثة قذف الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء من قبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي -عندما كان الأول يلقي خطابه الأخير في المنطقة الخضراء قبل أن يودع البيت الأبيض- فرصة للتنكيت والسخرية عند العرب وحدهم، فالأمريكيون أيضا وجدوها حادثة مضحكة جدا إلى الحد الذي دفع بالعشرات منهم إلى إعادة تمثيل الواقعة بالشارع العام قبالة البيت الأبيض، فقد تطوع أحدهم ليمثل دور بوش الصغير برأس دمية كبير، فيما تسابق الباقون إلى رشقه بأحذية مختلفة الأحجام والأنواع، معبرين بذلك عن سخطهم وحنقهم الشديدين على بوش وسياساته الرعناء تجاه الدول التي يعتبرها منبعا للإرهاب والتطرف..، ولم يكتفِ الأمريكيون بـ”إذلال” بوش في الشارع أمام العامة فقط، بل إن إعلامهم هو الآخر كان حاضرا وبقوة من خلال تناول الواقعة المهينة بالتحليل والمناقشات المطولة لإبراز دلالات الحدث وأبعاده السياسية والثقافية، بل حتى الجانب الكوميدي كان له نصيبه في الصحف والفضائيات، ليس فقط المستقلة، ولكن حتى تلك المحسوبة على الحكومة مثل “فوكس نيوز” و”أي بي سي” وغيرهما..
هذا الموقف الشعبي داخل أمريكا، تجاه بوش الصغير، إن دل على شيء فهو الكراهية التي تكنها حتى قلوب بني جلدته له، فمجرم الحرب هذا كما يمقته أهل السماء فأهل الأرض كذلك يفعلون، وليسوا كلهم بالطبع، فلابد أن يكون له بعض الأنصار، هم على الأقل أولئك العملاء الذين نصبهم حكاما على كابُل (فأفغانستان لا يسيطرون عليها بأكملها)، ومن شيعته أيضا حثالة الروافض المرتزقة الذين عادوا إلى العراق على ظهور دبابات الاحتلال الصليبي قبل نحو ست سنوات، بعد أن طُرِدوا إبان حكم صدام رحمه الله، عادوا ليتعاقبوا على حكم العراق ويسوموا أهل السنة سوء العذاب، ومن هذه الحكومات العميلة: حكومة المنطقة الخضراء التي يقودها المالكي الرافضي التي عسى أن تكون الأخيرة قبل تمكن شرفاء المقاومة من حكم عاصمة الرشيد.
ويذكر أن المالكي حاول -أثناء المؤتمر- حماية سيده من القذيفة الثانية، أقصد الحذاء الثاني، كما أن الحرس الخاص بالمالكي كانوا أسرع انقضاضا وأشد افتراسا للصحفي منتظر من حرس بوش، أي أنهم كانوا “بوشيين أكثر من بوش”.
ولا شك أن بوش سعيد بكل هذا الولاء والخنوع من المالكي وزمرته، لكنه في المقابل قد أصيب برعب شديد، كيف لا وقد هوجم من داخل “القرية المحصنة” التي تسمى بالمنطقة الخضراء، فكل تلك الترتيبات الأمنية التي يحرص زعيم أقوى دولة في العالم على توفرها قبل حله وترحاله من العراق، لم تغنِ عنه شيئا، وهو الذي يدخل العراق في كل مرة بغير إعلان رسمي، ويفر منه خفية كما دخل، حتى لا يفتك به رجال المقاومة.
يبقى في الختام أن نُذكِّر بأن الذل والمهانة والمرارة التي تجرعها هذا المتغطرس ما هي إلا شيء يسير من الخزي الذي توعد الله به المتكبرين المفسدين في هذه الدنيا، والساعة أدهى وأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *