يعمل دعاة التشيع في شكل خلايا سرية نشطة تسرح في العالم الإسلامي لنشر الرفض بموجب خطة مدروسة، وتمويل من الحوزات العلمية التي تستمد رصيدها المالي من عرق وجهد أولئك الأتباع الأغرار الذين خدرت أفكارهم، وشحنت عواطفهم بتلك الدعوى الجميلة الخادعة “حب آل البيت”، والتي ليس لشيوخ الشيعة نصيب منها إلا الاسم والدعوى، فاستولوا على الأموال الكبيرة باسم خمس الإمام، وهذه الخلايا السرية تتخذ شعارات أشبه ما تكون بشعارات الماسونية فهي تارة ترفع شعار “التقريب بين المذاهب الإسلامية” وأخرى باسم “جمعية أهل البيت”.
وبعد قيام دولة الآيات في إيران تحولت سفارات الحكومة الإيرانية إلى مراكز للدعوة إلى التشيع والرفض، واستغلوا المراكز الإسلامية، والملتقيات والندوات والمعارض للدعوة للاتجاه الرافضي.
وقد نشرت مجلة المجتمع تحقيقاً عما يجري من نشاط رافضي في أوربا قالت فيه: “تحولت السفارات والقنصليات الإيرانية في أوربا إلى مراكز لنشر عقيدتهم في أوساط المسلمين (لا الكفار) المقيمين في أوربا، ويؤكد ذلك عشرات بل مئات وآلاف الكتيبات والمنشورات الخاصة بالفكر الشيعي، وتوزيع هذه الكتيبات على المسلمين الأوربيين في أماكن تجمعهم وخاصة عند أبواب المساجد، أو في البريد، أو من خلال وسائل أخرى..
ونشاط الروافض متعدد الوجوه، متنوع الوسائل لا يراعى فيه مبدأ كحال أهل السنة، لأن الروافض يرون في “التقية” تسعة أعشار الدين، وقد اعترف بعض علمائهم المعاصرين أن التقية عندهم هي -كما يقول بالحرف الواحد- “الغاية تبرر الواسطة” (محمد جواد مغنية/ الشيعة في الميزان: ص49)، يعني في سبيل الغاية التي تنشدها استخدم أي وسيلة، أي هي “الميكافيلية”.
ولذلك فإن وسائل الروافض لنشر مذهبهم قد اكتست بألوان من الخداع والتغرير راح ضحيتها جملة من القبائل المسلمة والأفراد المسلمين.. فقد دفعوا مجموعة من شيوخ القبائل إلى اعتناق الرفض عن طريق إغرائهم بالمتعة..، وقاموا بشراء بعض أصحاب الأقلام والعقول الخاوية من الإيمان واستكتبوها للدعاية للتشيع والتقديم لكتب الشيعة، وبانتقاء الأذكياء من الطلاب والطالبات في العالم الإسلامي وإعطائهم منحاً دراسية في قم، ليغسلوا أدمغتهم ويربوهم على الرفض حتى يعودوا لبلدانهم ناشرين للرفض داعين له. (انظر أصول مذهب الشيعة للدكتور ناصر القفاري 3/1446).
من شورى الثورة الثقافية إلى المحافـظـيــن في الولايات الإيرانية
نشرت رابطة أهل السنة في إيران -مـكـتـب لندن- رسالة سرية للغاية موجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافـظـيــن في الولايات الإيرانية، وهي بمثابة خطة أو “بروتوكول” موجهـــة إلى المناطق السنية في إيران من جهة، وإلى باقي دول الجوار من جهة أخرى، الغاية من ورائها تصدير الثورة ونقلها إلى باقي الدول الإسلامية، كما نص على ذلك زعيمهم الخميني حين قال: “إننا نريد أن نصدّر ثورتنا الإسلامية إلى كافة البلاد الإسلامية” (خطبة الخميني حول مسألة تحرير القدس والمهدي المنتظر: ص 10)، فمما جاء في تلك الرسالة:
“إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلاميـة المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا.
وقد قـامـــت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثنى عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن -وبناءاً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين- نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال الـبـلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات.
لكن نظراً للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية -كما اصطلح على تسميتها- لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة.
ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل، ومدة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة ونوحد الإسلام أولاً؛ لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الـوهــابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب؛ لأن هـــــؤلاء (الـوهـابيين وأهل السنة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومـيــن، حتى إنهم يعدون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستوراً للبلد أمراً مخالفاً للشرع والعرف، وهم بذلك قد شقوا الإسلام إلى فرعين متضادين.
بناء على هذا: يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا والحسينيات ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل، وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشـيـعــــة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة، ويجب على الدولة والدوائر الحكومية أن تجعل هؤلاء المستوطنين تحت حمايتها بشكل مباشر ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السنة، والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة -خلافاً لرأي كثير من أهل النـظـر- ستثمر دون ضجيج أو إراقة للدماء أو حتى رد فعل من القوى العظمى في العالم، وإن الأمــــوال التي سـتـنـفـق في هذا السبيل لن تكون نفقات دون عائد” اهـ. (عن مجلة البيان).
إذا كانت بروتوكولات حكماء صهيون قد كشفت بواسطة امرأة فرنسية.. كما هو معلوم من قصتها، فإن كشف مخططات الروافض لم يكن له ذات السبب أو ما يشابهه، بل إن الذي كشفه رجال الطائفة نفسها لأنهم كما تقول أخبارهم: مبتلون بالنزق وقلة الكتمان (أصول الكافي 1/401)، هذا على الرغم من أن نصوصهم نصت على: “إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله” (المرجع نفسه 2/222)، “إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لم لا تقية له” (الكافي 2 / 218)، لكنهم خالفوا هذه الوصايا وأذاعوها..، وقد يكون هذا من نعم الله على المسلمين ليعرفوا الحقيقة التي حجبتها غيوم من التقية، وسحب من الكتمان، واغترار بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب.