مصادرة الفكر، وتزيف التاريخ، واستغلال الدين سمات العنصرية اليهودية الصهيونية

العنصرية اليهودية تتسم بسمة تكاد تخالف بها جميع أنواع العنصرية عند جميع الأمم في مختلف العصور ألا وهي: (الحقد على من عداهم من البشر) بينما تقوم كافة (العنصريات) عند مختلف الأمم في جميع العصور على تفضيل جنسها على سائر الأجناس البشرية فقط، ولكنها عند اليهود تزيد إلى درجة تمنى الموت لمن عداهم!!

جاء في التلمود: “اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، وحرام على اليهود أن ينجي أحدا من باقي الأمم من الهلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذاك يكون حفظ أحد الوثنيين” (الكنز المرصود في قواعد التلمود أكوست روهلنج ص90).
وللعنصرية اليهودية سمات لا يشاركها فيها أية عنصرية أخرى من أهمها:
1- استغلال الدين
على الرغم من علمانية الزعماء اليهود في (الحركة الصهيونية) إلا أنهم يأخذون من الدين الجانب الذي يحقق لهم أهدافهم ولا سيما في منطقة المشرق العربي حيث فلسطين.
وهذه هي فلسفة اليهود في الاستغلال، قال الصهيوني “هرتزل”: “يجب أن يستغل الإنسان أية وسيلة للوصول إلى غايته” (يوميات هرتزل ص:394).
ويتمثل هذا الاستغلال فيما يعرف عندهم بالحق الديني.
حيث يعلق اليهود على هذا “الحق الديني” في امتلاك فلسطين وما جاورها من بلاد المشرق العربي آمالا كبارا لأن العلاقة التي تربط الديانة اليهودية بأرض فلسطين تشد معتنقيها إلى تلك الأرض باعتبارها “أرض إسرائيل” -فيما يزعمون- كما جاء في التوراة المزعومة: “وفي ذلك اليوم قطع الرب مع (أبرام) ميثاقاً قائلاً: لنَسْلِكَ أعْطِي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”.
2- تزيف التاريخ
يحاول اليهود العبث بالتاريخ زيادة وحذفا، ولكي ينحتوا لأنفسهم تاريخاً، يخولهم تحقيق أهدافهم، خصوصاً في منطقة المشرق العربي، ويتمثل هذا التزييف فيما يعرف عند الصهاينة بـ”لحق التاريخي”، ومضمونه: الادعاء بأن فلسطين هي موطن اليهود الأصلي.
يقول الزعيم الصهيوني (هرتزل) عن فلسطين: “موطننا التاريخي، الماثل في الذاكرة على مرور الزمن”. (القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني ص:170).
3- مصادرة الفكر
يلجأ اليهود إذا ما أعيتهم الحيلة إلى مصادرة الفكر البشري والحجر عليه، وذلك لإرغام كل من يتولى شأناً من شؤونهم على الانقياد لرغباتهم حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في العالم كله خصوصاً في منطقة المشرق العربي.
وتتمثل هذه المصادر الفكرية فيما يعرف عند الصهاينة بـ”اللاسامية” حيث إن هذا المصطلح يعني حرفياً: “ضد السامية” وهو يستخدم للدلالة على معاداة اليهود وحسب. (موسوعة المفاهيم ص:367).
وعلى ذلك فإن اللاسامية تعنى اللايهودية وهي ابتداع يهودي من أجل مصلحة الحركة الصهيونية، لأن الصهيونية تزدهر بفضل الخطر الحقيقي والمزعوم الذي يهدد الجماعات اليهودية في العالم.
ومن هنا بدء الاستغلال اليهودي الصهيوني للاسامية على أوسع نطاق من غير تفريق بين معاداة السامية الدينية، ومعاداة السامية العنصرية التي تستند إلى النظريات العنصرية الحديثة، وأن كل من تعرض (لليهودية والصهيونية) بالنقد رمي باللاسامية سواء كان سياسياً أم كاتباً أم أديباً أم فيلسوفاً، أم مؤرخاً.
بل إنها تصف المقاومة العربية للاحتلال اليهودي الصهيوني لـفلسطين وما جاورها من الأقطار العربية بأنها معاداة للسامية.
وبفضل هذه البدعة اليهودية أمسك الصهاينة بأيديهم سلاحاً رهيباً، يشهرونه في وجه كل من يتجرأ على فضح مخططاتهم أو يقف موقف المعارض لأهدافهم، أو المنصف لخصومهم من دول العالم سواء أكانوا من النصارى أم من المسلمين أم من غيرهم.
وبعد فهذه إشارة إلى بعض ما يحمله هذا العدو من منهج ملئ بالعداء للمسلمين، ويهدف إلى انتزاع حقوقهم وأراضهم بمزاعم كاذبة ودعاوى زائفة، وهذا يجعل المسلم في حذر وحيطة، بما يكاد له حتى لا يلتبس عليه الحق بالباطل وينجرف وراء مخططات العدو ومكره، والله المستعان. (أنظر: كتاب العنصرية اليهودية للدكتور أحمد الزغيبي 1/76-81).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *