عبّرت أوساط إسلامية كينية عن غضبها إزاء محاولة إحدى الكنائس الإنجيلية تحويل جدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الإسلام إلى النصرانية وتنظيم طقوس لتعميدها في حفل كبير، إلا أن أسرتها تدخلت في اللحظات الأخيرة لتمنعها من المشاركة.
وذكرت صحيفة كينية أن قس الكنيسة توم أوبيا عندما وصل إلى منزل سارة أوباما لاصطحابها إلى مراسم التعميد، أبلغه أفراد العائلة أنها لن تغادر.
وزعم القس أن “سارة أكدت لنا أنها بالفعل تحولت إلى النصرانية، وكنا على استعداد لتعميدها، ولكن يبدو أن أسرتها دفعتها للتراجع”.
وأشارت تقارير نشرت يوم الاثنين 20/04/2009م إلى أن “سارة” كانت بالفعل ترتدي ملابسها وتنتظر سيارة الكنيسة لتنقلها إلى ملعب رياضي، على بعد 60 ميلاً من منزلها، حيث كانت ستخضع للتعميد في مؤتمر كبير للكنيسة الإنجيلية.
وكانت مراسم تعميد سارة أوباما مقررة السبت 18/04/2009م في ملعب “جومو كنيتا” في مدينة كيزيمو، وهي ثالث أكبر مدن كينيا ويتجاوز عدد سكانها 400.000 نسمة، ولكنه أخفق بعد معارضة أفراد العائلة للخطوة.
مؤتمر تنصيري
ومراسم التعميد المذكورة كان مخططًا لها أن تكون ذروة مؤتمر تنصيري عقدته الكنيسة قبل 4 أسابيع في الملعب.
يذكر أن الكنيسة الإنجيلية في قرية كوغيلو الواقعة على شواطئ بحيرة فيكتوريا غرب كينيا، مسقط رأس والد الرئيس الأمريكي الجديد، كانت تلقب بـ”كنيسة نيانغ أوما الإنجيلية لليوم السابع”، وأطلق عليها لاحقًا “كنيسة أوباما” بعد ترشح باراك أوباما لانتخابات الرئاسة الأمريكية ونجاحه في دخول البيت الأبيض ليصبح أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة.
أزمة دينية
وقد أثارت الواقعة ردود أفعال غاضبة في أوساط المسلمين، الذين أعلن مجلس الأئمة والوعاظ في كينيا أن محاولة كنيسة “المؤمنين باليوم السابع” إكراه “سارة أوباما” عن التحول عن عقيدتها الإسلامية كان “خطأً كبيرًا”.
وقال الشيخ محمد خليفة سكرتير المجلس: إن محاولات رجال الدين في الكنيسة المذكورة لتحويل ديانة سارة أوباما دون موافقة عائلتها “سيثير حنق المسلمين”. مؤكدًا “أن أي شخص ما كان يجب أن يجبر الأم سارة على اعتناق النصرانية ما دامت مسلمة”.
وشدد على أن “الحكومة يجب أن تتدخل على نحو طارئ في الأمر لمنع أزمة دينية”، مشيرًا إلى أن “المسلمين لن يجلسوا مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون مسلمًا يتعرض لإكراه من قبل بعض رجال الدين النصراني للتحول قسرًا”.
وأثنى الشيخ خليفة على دور عائلة أوباما في عرقلة محاولة تعميد سارة، قائلاً: “لقد قام أفراد العائلة بما يجب القيام به عندما منعوا قساوسة الكنيسة من تعميدها. لقد تصرفوا وفقًا لمقتضيات العقيدة الإسلامية، فالمسلم يجب أن يظل متمسكًا بديانته”.
رفض التعميد من العائلة
وقد نفت عائلة “سارة أوباما” تحولها من ديانتها الإسلامية إلى النصرانية، وقال ابنها “صيدي أوباما”: إن العائلة أصرت على “منعها من حضور طقوس التعميد”.
وأضاف: “عارضت الخطوة لأنني أعتقد أنها لم تكن على علم تام بما هي مقدمة عليه، وقد طلبت منها شخصيًا أن ترفض التعميد”.
وتابع: “لا أفهم لماذا طلبوا منها المشاركة بطقوس نصرانية، رغم أنها مسلمة”.
وأوضح صيدي أوباما أن محاولة تعميد الأم سارة أوباما هي “ذروة النشاط التنصيري للإنجيليين”، مشيرًا إلى أن الخطوة “كانت ستضع سارة أوباما تحت الأنظار، وتسبب لها ضررًا”.
تعـليق
لا شك أن صعود باراك أوباما لسدة الحكم في الولايات المتحدة سبب رئيسي وراء هذا التحرك الكنسي في كينيا من أجل تنصير جدة أوباما، وإلا لماذا لم يتم ذلك قبل أن يبزغ نجم هذا الإفريقي؟
أم أن تنصير جدة أوباما يدخل ضمن حماية الأمن القومي لهذه الدولة التي جعلت أولى سياساتها محاربة الإسلام، ودعم الكيان الصهيوني المستنبت في الأرض الإسلامية؟