هذه ثياب الكثير من رجال الحركة الوطنية الذين حاربوا الاحتلال الفرنسي والإسباني وقضوا نحبهم لم تبل، وآنيتهم لم تكسر، ومنازلهم وآثارهم شاهدة على صمودهم..، بل لعل مجموعة كبيرة منهم لا تزال على قيد الحياة، أطال الله سبحانه عمرهم حتى سمعوا أن البلاد التي ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحريرها من براثن العدو المحتل لا تزال محتلة لكن المحتل اليوم هم رجال الحركة الوطنية وجيش التحرير وأبناؤهم وأحفادهم..
إن رموز هذه الحركة القبلية وقادة جيش التحرير الجدد هم من المغاربة الذين يبحثون عن تتويج، بخلاف الأوائل الذين لم ينالوا من كرم الوطن إلا كتابة أسمائهم في دفتر التحرير ليس إلا، لكن هؤلاء تتويجهم الذي يبحثون عنه هو تقلد مُلك أجداد ما قبل دخول الإسلام إلى المغرب، ملك الكاهنة وكسيلة..
وعلى رأس هؤلاء مجموعة من الانفصاليين الانتهازيين الذين يستلغلون الأوضاع الإجتماعية المتأزمة التي يعيشها إخواننا البربر سواء في سوس الكبير أو جبال الأطلس أو جبال الريف، ليعلنوا ولاءهم للصهاينة والمحتل القديم في سبيل نصرة مشروعهم الإنفصالي.
ويعتبر أحمد الدغرني على رأس هؤلاء لأنه يذهب إلى أن العرب المغاربة محتلون بدينهم وكتابهم لمغرب كانت تحكمه تقاليد الوثنيين، لذلك يدافع عن هذا الطرح في كل المحافل، ويفتخر بماضي السكان الأصليين للمغرب، ومشروعه الإنفصالي يقتضي إنشاء دولة أمازيغية كبرى تمتد إلى المناطق الأمازيغية بالجزائر وتضم الصحراء المغربية كذلك، ومن أجل هذا الهدف أعلن عن تأسيس جمعية للصداقة اليهودية الأمازيغية، بل وسافر إلى الكيان الصهيوني وإلى البرلمان الإسباني للبحث عن المزيد من الدعم لحزبه المنحل ولدعم مشروعه الإنفصالي.
وقاد الدغرني مسيرة فاتح ماي لهذه السنة بشعارات سياسية لأول مرة بالعاصمة الإدارية الرباط، حيث ظهر شعار “لا تراجع عن الحكم الذاتي لكل مناطق المغرب”.
ومن أهم المدافعين عن فكر أحمد الدغرني، نذكر إبراهيم أمكراز عضو لجنة متابعة الحركة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي لسوس الكبير، الذي ينتقد دوما من ينتقد أحمد الدغرني.
وفي هذا السياق صرح عضو المعهد الملكي السيد ناصر همو أزداي لأحد الصحف المغربية بأن تأسيس جمعيات بين اليهود والأمازيغ لا يشكل خرقا للقانون المغربي.
وبمناسبة حلول الذكرى الرابعة والعشرين للربيع الأمازيغي انعقدت بمدينة غرناطة الإسبانية يوم 24 أبريل 2008م ندوة حول موضوع: “حاضر ومستقبل الأمازيغية بالمغرب” حضرها مجموعة من الفاعلين الأمازيغ وكان من بين المطالب التي خرج بها بيان غرناطة: تعميم الحكم الذاتي على جميع مناطق المغرب لأن الأمر يتعلق بحق أساسي وليس امتيازا لجهة على أخرى”.
كما يتبنى نفس الطرح في الجانب الشمالي من دولة المغرب المدعو محمد موحى الذي أسس بمدينة الحسيمة جمعية الصداقة الريفية اليهودية قبل أن يغير اسمها إلى الذاكرة المشتركة، كما كانت له مشاركة هذه السنة في تخليد الذكرى العاشرة لتأسيس اللجنة اليهودية الأمريكية ببرلين بألمانيا حتى يعرف بقضية الأمازيغية المفتعلة والبحث عن حلفاء يتبنون نفس الطرح.
وهناك أيضا انفصاليو جبهة البوليساريو الذين لم يقبلوا بالتقسيم الإمبريالي للمغرب الكبير فأرادوا أن يزيدوا الخرق بإقامة دولتهم على أرض المغرب الأقصى واستنصروا في تحقيق مشروعهم بجنرالات الجزائر وبالغرب وبمحتل الأمس (اسبانيا) الذي حاربوه ردحا من الزمن حتى صارت أحزابه المتطرفة حاملة لواء الدفاع عن مشروع النخاسة المدعو البوليساريو.
وهناك انفصاليون في المغرب بألوان أخرى..، لكن الواقع يشهد أن غلاة الأمازيغ الانفصاليين لا يمثلون إلا أنفسهم ومئات من المغرر بهم الذين ليس لديهم انتماء إلى الدين الإسلامي الموحد بين العرب والأمازيغ على طول أربعة عشر قرنا، فأين ملايين الأمازيغ الذين لا يزالون متشبثين بدينهم وتاريخهم ووحدة بلادهم من هذا الإجرام الانفصالي؟