راويا ابن عامر الدمشقي هشام بن عمار وابن ذكوان الشيخ محمد برعيش الصفريوي

هشام بن عمار

هو هشام بن عمار بن نصير بن أبان بن ميسرة السلمي القاضي الدمشقي ويكنى أبا الوليد1 شيخ الإسلام2 خطيب دمشق ومقرئها ومحدثها ومفتيها3 وفقيهها4.

ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة5.
أخد القراءة عرضا على أيوب بن تميم وعراك بن خالد وسويد بن عبد العزيز والوليد بن مسلم وصدقة بن خالد ومدرك بن أبي سعد وعمر بن عبد الواحد6، وروى الحروف عن عتبة بن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع7، وتصدر للإقراء والاشتغال8.
تلا عليه أبو عبيد مع تقدمه وأحمد بن الحلواني وإسماعيل بن الحويرس وأحمد مامويه وإبراهيم بن دحيم وإسحاق بن أبي حسان وأبو محمد أحمد بن محمد البيساني ومحمد بن محمد الباغندي وأحمد بن المعلى وإبراهيم بن عباد9 وخلق كثير.
وكما اشتهر بالقرآن والقراءة اشتغل بالحديث أيضا وكان رأسا فيه، فقد حدث عن مالك ومسلم بن خالد الزنجي وإسماعيل بن عياش وطبقته، فأكثر جدا، وحدث عنه أبو عبيد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة وجعفر الفريابي وعبدان10 وبقي بن مخلد وأبو زرعة الدمشقي11 وأبو حاتم ومحمد بن سعد ويعقوب الفسوي وأبو بكر بن أبي عاصم14.
ثناء الناس عليه
قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله، وقال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني المقرئ: لما توفي أيوب بن تميم رجعت الإمامة في القراءة إلى رجلين بن ذكوان وهشام12، وقال: كان هشام مشهورا بالنقل والفصاحة والعلم والرواية والدراية، رزق كبر السن وصحة العقل والرأي، فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث13.
وقال أبو زرعة: من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث14.
وقال أحمد بن أبي الحواري: إذا حدثتُ في بلد فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق15.
وقال الذهبي: كان طلاَّبة للعلم منذ بلغ الحلم، واسع الرواية من أوعية العلم16.
وقد تكلم فيه الإمام أحمد فقال فيه: “طياش خفيف”.
قال الذهبي: إنما قال أحمد هذا فيه لأن المروذي قال: ورد علي كتاب من دمشق فيه: سل لنا أبا عبد الله فإن هشام بن عمار قال: لفظ جبريل ومحمد عليهما السلام بالقرآن مخلوق. فسألت أبا عبد الله، فقال: أعرفه طياشا، الكرابيسي لم يقل هذا، وهذا قد تجهم.
وكان في كتابهم: سل لنا أبا عبد الله عن الصلاة، إنه قال في خطبته: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه، فتكلم فيه أبو عبد الله بكلام غليظ، وقال الله تجلى للجبل، يقول هو: تجلى لخلقه بخلقه.
قال الذهبي: كان كبير الشأن رأسا في الكتاب والسنة، وما أنكر عليه أحمد له فيه مسانح ومحمل حسن17.
وكان صالحا مجاب الدعوة، فقد قال: سألت الله عز وجل سبع حوائج، فقضى ستا والواحدة ما أدري ما صنع فيها.
سألته أن يغفر لي ولوالدي وهي التي لا أدري، وسألته أن يرزقني الحج ففعل، وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل، وسألته أن يجعلني مصدَّقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل، وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم، وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل، وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل18.
كلماته النافعة
قال محمد بن خريم: سمعت هشاما يقول في خطبته: قولوا الحق ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق19.
إلى هنا انتهت حلقة هذا العدد وقد بقي فيها ما يتعلق بإسناد قراءة هشام على مذهب الإمام الداني فترقبوا هذا في العدد القادم إن شاء الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- التيسير ص:6
2-3- تذكرة الحفاظ 2/29
4- شذرات الذهب 2/108
5- تذكرة الحفاظ 2/29
6-7 غاية النهاية ص:433
8- تذكرة الحفاظ 2/29
9- غاية النهاية ص:433
10- تذكرة الحفاظ 2/29، والتهذيب.
11- غاية النهاية ص:433
12- ولما مات ابن ذكوان اجتمع الناس على إمامة هشام بن عمار في القراءة والنقل.
13- غاية النهاية ص:433
14- معرفة القراء ص:224
15- أخرجه ابن الجزري عنه في غاية النهاية ص:433، وانظر ميزان الاعتدال 4/304
16- معرفة القراء ص:222
17- ميزان الاعتدال 4/304، وبحر الدم ص:164
18- تذكرة الحفاظ 2/29
19- غاية النهاية ص:433

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *