المطالبة بالاصلاحات
أسس زعماء الحركة الوطنية “كتلة العمل الوطني” برئاسة علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني وأحمد بلافريج في 1933م، ووضعوا برنامج الإصلاحات أو “مطالب الشعب المغربي في 1 دجنبر 1934م، وقدموا نسخة منه للمخزن مجسدا في شخص السلطان، وللإقامة العامة ووزارتها الخارجية واتسمت المذكرة بلهجة معتدلة، ولم تعترض في مضمونها على معاهدة فاس، بل طالبة الإقامة العامة والحكومة الفرنسة لاحترام روحها، وذلك بإلغاء كل إدارة مباشرة؛ ومساهمة المغاربة في الحكم، كما نصت على حق المغرب في التمتع بنظام الاقتصادي واجتماعي وثقافي وقضائي يحفظ له هويته (تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب 1/128-138) عبد الكريم غلاب، واستفاد دعاة الإصلاح من وصول الجبهة الشعبية في فرنسا إلى الحكم سنة 1936م، إذ سمحت لهم بممارسة نشاطهم بنوع من التساهل النسبي؛ وتمكنت الكتلة في أكتوبر 1936م من تنظيم مؤتمرها الوطني الأول وأعلنت فيه عن برنامج للمطالب المستعجلة، وتم التركيز على وجوب الاعتراف بالحريات العامة والفردية وبتطوير التعليم.
ولكن حكومة الجبهة رفضت هذه البرامج وعينت مقيما عسكريا جديدا هو نوكس (كان مقيما عاما في المغرب فيما بين 1936-1943م) واستمرت فرنسا في سياستها الاستعمارية.
وحدث تصدع داخل كتلة العمل الوطني في فبراير 1937م أسفر عن تكوين تنظيمين:
“الحزب الوطني لتحقيق المطالب” يترأسه علال الفاسي ويركز على العقيدة الدينية وعلى الملكية المطلقة، وحزب “الحركة القومية” بزعامة محمد بن الحسن الوزاني الذي ركز على الشكل البرلماني للحكومة، وقد واصل الحزبان نشاطهما واحتجاجهما على سلطات الحماية وتعرض زعماء الحركة الوطنية للتعذيب والاعتقال حيث نفي علال الفاسي إلى الكابون، ووضع محمد بن الحسن الوزاني تحت الإقامة الجبرية بالصحراء والتجأ أحمد بلافريج إلى طنجة.
ولم تتراجع فرنسا في سياستها إلا في بداية الأربعينات بسبب الحرب العالمية الثانية وانهزامها على يد الجيوش النازية وقد وصف الحجوي أحوال فرنسا بعد هذه الهزيمة قائلا:
“أمة عظيمة..تهزم في حرب استعدت لها وقد استأصل العدو جيشها ومعداتها؛ وغنم معداتها؛ وأسر رجالها ورجال مستعمراتها.. وقلب حكومتها ونظامها وأبقى ربعها أو يزيد بقليل تحت تحكمه ورقابته..وأصبح “فشي” الذي هو العاصمة الجديدة للربع الباقي الذي يسميه الفرنسيون فرنسا الحُرة؛ وعدوُّها يبخل عليها باسم الحرة ويدعوها فرنسا الغير محتلة.
المطالبة بالاستقلال
وفي يناير 1944 أسست عناصر الحركة الوطنية لتحقيق اصلاحات حزب الاستقلال. وكان أول حزب طالب باستقلال المغرب ووحدت ترابه في إطار الملكية الدستورية أساسا للحكم والاعتماد على الشريعة الإسلامية أساسا لتشريع القوانين.
وفي يناير أصدر الحزب وثيقة الاستقلال، كما أسست عناصر الحركة القومية حزب الشورى والاستقلال سنة 1946، وذلك برئاسة محمد بن الحسن الوزاني، وقد ركز على ضرورة استقلال المغرب وإقامة نظام دستوري ديموقراطي.. (الفكر الإصلاحي في عهد الحماية، محمد بن الحسن الحجوي نموذجا، آسية نعدادة).