اهنؤوا أيها “المواطنون المتقدمون”: فإن “العلمانية” قد جلبت لكم الهناء وكل الرخاء، وطريقُه سهل وميسور! إن أردتم ذلك ما عليكم إلا أن تهاجموا “الحجاب والعفاف” فهو المشكل الأكبر أمام التقدم والتطور!
أيها “المواطنون المتنورون”: لا تسمعوا لهذا القرآن ولا تتبعوا هذا الدين، ولا تدعوا إليه فهو تخلف وانحطاط ورجعية! بل عليكم إن أردتم ركوب مطايا العلم والازهار أن تنشروا أفكار “التنوير والحريات الجنسية” فهي الكفيلة لكم أن تكونوا في مصاف الأمم المتقدمة!
أيها “الغيورون” على بناتهم وزوجاتهم لا تغرنَّكم الجلابيب ولا الأقمشة التي يرتديها النساء الرجعيات! فما تحتها إلا الجهل والخرافة والتزمت، بل عليكم أن تتأسوا بالنساء الغربيات الأوربيات، فهن “الأنيقات الراقيات” في فكرهن وعقولهن!
أيتها المواطنات العاقلات: هذا عصر الحقوق والمساواة والحريات، أجسادكنّ، عقولكنّ، أفكاركنّ، كل ذلك ملكٌ لكنّ! هل يحق بعد ذلك لأحد “متخلف ورجعي” أن يرجع بكنّ إلى وراء الأزمان ويدعي أنكنّ لا تملكن الحق ولا الحرية في لباسكنّ؟ هذا ما لا يعقل، إياكنّ ثم إياكن من الوقوع في الشِّرَاك والتخلف!
أيتها الحقوقيات: مجال اهتمامكنّ الأول هو حريات المرأة الشخصية والفردية: في اختيار اللباس، وإظهار المفاتن، بل حقها حتى في التعري، فهذا الأمر أصبح مستساغا في عصر الحقوق والحريات الفردية التي يكفلها الدستور والقانون الدولي!
أيتها الحقوقيات: كُنّ جريئات في أفكاركنّ وندواتكنّ الوطنية والدولية، حقوق النساء الأساسية هي: حرية اللباس والتعري، وحرية السباحة والرقص، ثم حرية الاستمتاع والإجهاض! إياكن والاستماع إلى ما يقولوه هؤلاء “المتخلفون” حول الانحراف والأخلاق والقيم، فذلك عصر قد ولى، هو عصر الاستعباد. وهذا عصر آخر، عصر الحرية والجسد والتطور والتقنية، بل هو عصر الإباحية!
أخيرا أناديكنّ: لا تأبهن ببناء الأفكار ولا تغيير العقول، فذلك مما يطول، بل عليكنّ بأخصر طريق وأسهل سبيل، يوقع “العاشقين والمعجبين” بكنّ في مصايدكنّ، ألا وهو: تعكير الشفاه، وتسريح الشعور، وإبداء المفاتن، وهز الأرداف، وضرب الأرجل بالقباقيب.. فحينذاك تكُنّ “جميلات وعاقلات” بل و”متطورات”!
وقفة: هكذا إذن يصور “بنو علمان” بلسان الحال والمقال “النساء المفضلات والمُثْلَيَات”، في كل وسائل الإعلام وفي الشارع وحتى في المؤسسات والمعاهد والجامعات، لا تكاد تخلو صحيفة أو جريدة أو مجلة أو صورة إشهارية.. من هذه “المقاييس والنماذج” التي ينبغي أن تحتذى في كل “فتاة وشابة وامرأة” بل حتى كل “طفلة” وإلا فهناك “خلل” في التربية والتوجيه.
إنها الصورة النمطية التي تتكرر كل يوم “للمرأة النموذج والقدوة” في المجتمع والإعلام: الكاتبة والحقوقية والفنانة والممثلة والراقصة والمطربة، تلك الصورة التي طغت وهيمنت على العقول والأفكار من البنات “العفيفات البريئات”! فكيف لا يقعن بعد ذلك في حبائل النسوان والشيطان؟
فاللهم إليك المشتكى..