جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان مزية خاصة من حيث أنه جل في علاه يطلع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه ويوحد رب السماوات والأرض، ومشاحن حتى يدع شحنائه ويصطلح مع من خاصمه.
فعن أبي ثعلبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” (رواه أحمد وابن حبان وغيرهما، وهو في صحيح الجامع حديث رقم:771).
وفي رواية عن أبي موسى: “إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن”. (صحيح الجامع حديث رقم 1819).
مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
فهذه فرصة لكل مسلم يريد رضى الله سبحانه وتعالى، ويريد دخول الجنة أن يصلح ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد، سواء كان من أهله، أو صديقه، أو أي شخص آخر، وكذلك عليه أن يدع ويتوب من المعاصي والذنوب من ربا أو غيبة أو نميمة أو سماع للموسيقى والغناء وغيرها من المعاصي.
ملاحظة: لا يخص هذا اليوم بصيام، ولا قيام، وما شابه ذلك، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصه بذلك، ولم يثبت عنه، ولا عن صحابته الكرام فيما نعلم.
ويروى في ذلك حديث باطل عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله تبارك وتعالى ينـزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتل فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”. وهو مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (أنظر تخريج الإحياء 1/164، وتذكرة الموضوعات 1/312، وضعيف ابن ماجة برقم 294، والسلسلة الضعيفة برقم 2132، ومشكاة المصابيح برقم 1308، وضعيف الترغيب برقم 623).
نسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين، وأن يوفقهم إلى كل خير، وأن يرفع من صدورهم البغضاء والشحناء، إنه سميع الدعاء. اللهم آمين.