كيف ضمن الإسلام حرية المرأة؟

ألزم الإسلام الرجل والمرأة العبودية لله الواحد الأحد في صورة الخضوع لمنهجه ودينه، وهذه العبودية هي أعظم مراتب الحريـة، فالمسلـم من خلال توجهه لله وعبادته له يتحرر من كل سلطان، فلا يوجه قلبه ولا يطأطئ رأسه إلا لخالق السماوات والأرض.

والإنسان في الإسلام يتحرر حتى من سيطرة الهوى وسلطان الشهوة، فالذي يسيطر على ضميره ودخيلته إنما هو سلطان الشرع، وهو يطرد سلطان الهوى إذا عارض سلطان الشرع، قال الله سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
إذن هي حرية في صورة العبودية، ولا يمكن للبشرية أن تتحرر إلا بهذه العبودية. إن الحرية لدى غير المسلمين تصبح حرية جوفاء لا معنى لها، بل هي العبودية المذلة المهينة، وإن بَدَت في صورة الحرية. (المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم؛ أ.د عمر الأشقر).
ولأجل هذا، فإن الإسلام لا يعتبر المرأة جرثومة خبيثة -كما اعتبرتها اليهودية والنصرانية المحرفتين-، بل يقرر الحقيقة التي تزيل الهوان الذي وصمتها به الأديان المحرفة.
فالمرأة في ميزان الإسلام كالرجل، فرض الله عليها القيام بالتكاليف الشرعية، وهي تحمد إذا استجابت لأمر الله، وتذم إن تنكبت الصراط السوي، كما قال عز وجل: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَـنْ عَمِـلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
إن الإسلام لم يحجر على المرأة، ولم يمنعها من ممارسة حقوقها التي شرعها الله سبحانه وتعالى ضمن حدود الأنظمة التي فرضها على المجتمع لسلامة أفراده. أما إذا تجاوزت المرأة أو الرجل كذلك هذه الحدود فإن المتجاوز لا بد من مؤاخذته؛ كي لا يكون سبباً في إفساد غيره.
إن الحرية التي تطالب بها المرأة حقيقة هي أن تعامل في المجتمع على أنها مكرمة، كرمها الله تعالى كما كرم الرجل، وألا يهضمها الرجل حقوقها التي منحها الشرع، وألا يتجاوزها تحت شعار التسلط، أو القوامة على خلاف ما أراد الله عز وجل لهذه القوامة، فالقوامة -بمفهومها الشرعي- هي جزء من نظام متكامل، يحفظ للمرأة حقوقها وإنسانيتها، فهي ليست تسلطاً واستعلاء. (انظر: الإنسان وحريته في الإسلام، محمود محمد بابلي ص191).
إن من أعظم ما جاء به الإسلام للمرأة أن صان كرامتها الإنسانية، وأوضح لها شخصيتها المستقلة، فالإسلام رفع عن المرأة لعنة الخطيئة الأبدية، ووصمة الجسم المرذول التي ألصقها بها رجال الدين السابقون، وجعل الإسلام المرأة كالرجل في الإنسانية والمسؤولية والواجبات الدينية؛ وأعطاها حريتها السامية، في العمل والتعلم، والتملك، وإبداء الرأي، فجعلها مسؤولة عن أعمالها -كالرجل تماماً-. (انظر حق الحرية في العالم؛ وهبة الزحيلي ص258).
وقد أوصى الإسلام بالمرأة خيراً، وحض على تربيتها تربية صالحة، وبشر بمضاعفة الثواب في تربية البنات، عملاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “..مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ” رواه البخاري ومسلم.
فلماذا كل هذا التحامل على الإسلام ومبادئه السامية وأحكامه العادلة؟
ولماذا هذا الإصرار الغربي العلماني على إخفاء محاسن هذا الدين الخاتم العظيم الشامل لكافة مناحي الحياة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *