شـعّ الحـجاب بها فَجُنّ جنُونها *** واصّدعــت أسوارُها وحصونُها!!
وعلا الغبارُ المُدلهّمُ سماءَها *** وغشى النواصي المُكفهرّةَ طينُها(1)
ضاقت بُطهْر المؤمناتِ فكشّرت *** عن حقدِها.. والجاهليةُ دونها
وتكشّفت للناسِ عــن حُرّيةٍ *** تئدُ الفضائلَ كي تقرَّ عيونُها
يا للعجوزِ تهدّلت أشداقـُهــا.. *** وَنَبَتْ معايبُها.. وأربدَ لونُهــا !!
شمطاءُ شاخت تحت عين خلاعةٍ *** رعْناءُ .. يُوردُها الشقاءَ لَعِيْنُـها
وإذا السُّراةُ بها دُعَاةُ دَعَارةٍ *** فلسوفَ تقتحمُ الجَحيمَ سفينُها
يا سَوْءة الغربِ المُعتّق بالخنا *** لم تخبُ – ما مرّ الزمانُ– ضغونُها
لمّا رأت تاجَ العفافِ تجهّمت *** وتبدّدتْ آدابُها وفنونُها !!
أمِنَ الحضارةِ أنْ تُهان ضعينةٌ *** والذنبُ أن تَحْمي العيونَ جفونُها!!
فضحَ الحجابُ مباديئا وَضْعيّةً *** فإلى المزابل غثـُّها وسمينُها ..
حظُ العفيفةِ نقمةٌ وعـــداوةٌ ** في قوم لوطٍ .. خابَ ثمّةَ دينـُها
وإذا تعرّت جُلّلتْ بحفــــاوةٍ *** لمّــا بدت للاهثينَ فتــــونُها
هل قيمةُ الحسناءِ قِصْرُ ردائِها ** فالعُرْيُ يُعْلي ..والعفافُ يُهينُها
يا منْ لمؤمنةٍ تلظـّى دمعُهـــا *** حتى تعالى شجوُها وأنينُها
هي سلعةٌ في عُرْفكم، ومقامُها *** في شرعنا إيمانُها ويقينُها ..
جَلبَ العدو بقضّه وقضيضِه *** وجفا الصديقُ ..وذو الجلالِ يُعينُها
لمّا رأتْ عِظَمَ البلاءِ تدثّرت *** بعُرى العقيدةِ .. والكتابُ يصونها
عصماءُ لمْ تأبهْ بلوثةِ مُفسدٍ *** لفظتهُ أنسامُ الصفا وحجونُها (2)
أو سمسريٍّ تاهَ في شُبُهاتِهِ *** يُسدي الفتاوى حيثُ يطـّلبونها (3)
لله كم عبثَ النفاقُ بأمّـــةٍ !! *** وكم استطال على الذِّمام خؤونُها
كم خبّأوا دعوى الفساد تقيـّةً *** واللهُ يُخرجُ ما تكنُّ بطونُها
هي جولةٌ بين الطّهارةِ والخنا *** والفكرُ يخبو ما استطال سكونُها !!
دعْها تناطحُ صخرةً درّيةً *** وارقبْ إذا انكسرتْ هُناكَ قرونُها
واللهُ – جلَّ جلالُ ربِّك – شاهدٌ *** منهُ الحياةُ.. وفي يديه وَتينُها
قل للمداهنِ والمفاوضِ أرْبِعَا *** فإلى متى تلهو بنا صهيونُها!!
كم أوقدوا نيران حقدٍ فالتَظتْ *** والمسلمونَ وقودُها وأُتونُها
وإذا الْتفتُّ إلى مرابِعِنا بَكَتْ *** دُرَرُ القوافي..حرفـُها ولحونُهـا
أألومُ ساركوزي وفي أصقاعِنا *** أغلالـُها وشؤونُها وشجونُها !!
ناحَ الحجابُ بشرقِنا وتَسَجّرتْ *** بتأوّهاتِ البائسينَ سُجُونُها !!
واللهُ يدعو للطهارةِ والحَيَا.. *** ومُنَى الدَّعيِّ بأنْ يشيعَ مجونُها!!
أمَةَ العقيدةِ: في بلائك رفعةٌ *** حَسْبُ الحَمائمِ غُصْنُها ووُكونُها
أنتِ الطهارةُ..درُّها ودثارُها *** والحورُ في ساحِ الجنانِ وعِيْنُها
علِموا بأنكِ نخلةٌ رفرافةٌ *** خطرٌ عليهم عذقُها وغصونُها
علِموا بأنكِ مهجةٌ معطاءة ٌ *** كالسُّحْبِ.. يرتضعُ الإباءَ جَنينُها
علِموا بأنكِ قلعــةٌ نبويّـــةٌ *** كالعِرْضِ..ما أحلى الشهادةَ دونها!!
أنتِ السيــاجُ لأمــةٍ علويّةٍ *** ومكارمُ الأخلاقِ أنتِ مِعِيْنُها
تكفيكِ آيُ الوحيِ حين تنزّلت *** جُلـّى المعاني .. والكتابُ يُبِينُها
أنتِ وصيةُ أحمد في نزعهِ *** تقضي الحياةُ ولا تُردّ ديونها
أنتِ الجهادُ.. وفيك يأتلقُ الفِدا *** ويحَ الأسودِ إذا استُبيحَ عرينُها !!
أنتِ الحِمَى..أنتِ الهوا..أنتِ السَّنا *** أنتِ الجبالُ فكيف يقتلعونها؟!
أنتِ الرجاحةُ والسماحةُ والعُلا *** بلْ أنتِ معراجُ الهدايةِ والنُّهى
أنتِ الجلالةُ والرسالةُ والنّدى *** أنتِ القداسةُ كيفَ يمتهِنونها؟!
هذي أوروبا قُنّعَتْ بعدالةٍ!! *** والعُنْصريةُ لا تزالُ تُشينُها !!
وتقهقرت لمحاكم التفتيش في *** عصرِ التحاورِ.. والرّحى قانُونُها
ولو اهتدت بجمالِ طُهرك لارتقت *** لكنْ تعفر في الفجورِ جبينُها
تُغضي عن الأقصى بصائرَها وقد *** ناح الحمامُ وقد ذوى زيتونُهــا
كم أمّـةٍ طمسَ العنادُ فؤادَها *** فدَنتْ بعُقبى الظالمينَ منونُها!!
لا ترقبي إنصافَ ساستنا فقد *** شغلتهمُ كاساتُها وصحونُها
وتأمّلي في رحمة الله التي *** قَرُبَتْ لنفسٍ لا تخيبُ ظنونُها
أودَعتكِ اللهَ الكريمَ وحفظَهُ *** والله لا تخفى عليه شؤونُها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إشــــــارة إلـــى بركان أيســـلــندا..
(2)و(3) المُفْتون المفتونون المضادّون للنقاب والمجيزون للاختلاط..