المورمون

التعريف
المورمون طائفة نصرانية جديدة نسبياً منشقة عن النصرانية الأم، تلبس لباس الدعوة إلى النصرانية وتدعو إلى تطهير هذا الدين بالعودة به إلى الأصل أي إلى كتاب اليهود، ذلك أن المسيح عليه السلام –في نظرهم– قد جاء لينقذ اليهود من الاضطهاد وليمكنهم من الأرض، إنها –كما تسمي نفسها– طائفة القديسين المعاصرين لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، نبيها المؤسس هو يوسف سميث وكتابها المقدس هو الكتاب المقدس الحديث.
التأسيس وأبرز الشخصيات
ولد يوسف سميث في 23/12/1805م بمدينة شارون بمقاطعة وندسور التابعة لولاية فرمونت.
لما بلغ الخامسة عشرة وجد الناس حوله منقسمين إلى طوائف: الميثوديست، والمشيخي، والمعمداني.. فشعر باضطراب وقلق.
في ربيع عام 1820م ذهب إلى غابة، وأخذ يصلي منفرداً طالباً من الله الهداية، وبينما هو كذلك إذ شاهد -كما يزعم- نوراً فوق رأسه، تمثل هذا النور في شخصين سماويين هما (الله، وابنه عيسى) -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- وقد نهياه عن الانضمام إلى أي من هذه الفرق.
يدعي بأن الوحي قد انقطع عنه، وأنه خضع لاضطهاد عنيف وسخرية من جراء جهره برؤيته هذه، وقد تورط خلال ذلك بزلات طائشة إذ يقول عن نفسه: “وكثيراً ما أدت مخالطتي لشتى البيئات إلى اقتراف زلات طائشة وللاتِّسام بما للشباب من نزق وما للطبيعة البشرية من قصور وقد ورطني ذلك للأسف في ألوان من التجارب والآثام المبغضة إلى الله ولا يتبادر إلى الذهن بسبب هذا الاعتراف أني ارتكبت إثماً فظيعاً أو وزراً منكراً، فما كان بي نزوع قط إلى مثل هذه الأوزار أو تلك الآثام” شهادة يوسف ص7.
ـ كما يدعي أنه في مساء 21 شتنبر 1823م نزل عليه ملك من السماء اسمه موروني وأخبره بأنه قد أعده لمهمة ينبغي عليه إنجازها، وأخبره عن كتاب نقشت عليه كلمات على صحائف من الذهب تروي أخبار القوم الذين استوطنوا القارة الأمريكية في الأزمنة الغابرة، وتاريخ السلف الذين انحدروا منهم، وغادره هذا الملك بعد أن نهاه عن إظهار أحد من الناس على هذه الصحف.
في 18 يناير 1827م تزوج من فتاة اسمها إيما هيل، فكان له من يحميه فيما بعد؛ إذ وجد في أسرة زوجته سنداً قوياً أعانه على نشر فكرته، وذلك لما تتمتع به هذه الأسرة من مكانة طيبة.
في 22 سبتمبر 1827م استلم الصحف -كما يزعم- متعهداً بإعادتها بعد نهوضه بالمطلوب.
في 25 مايو 1825م ذهب مع أوليفر كودري للصلاة في الغابة حيث زعما أنه هبط عليهما يوحنا المعمدان (أي نبي الله يحيى عليه السلام) وأمرهما بأن يعمد كل منهما الآخر، وأخبرهما بأنه قد جاء إليهما تنفيذاً لأمر بطرس يعقوب، ورسَّمهما لرعاية الكنيسة المورمونية.
أعلن في عام 1830م وبحضور عدد من الشخصيات عن تأسيس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.
رحل يوسف سميث وأتباعه عن نيويورك إلى مدينة كيرتلاند المجاورة لمدينة كليفلاند بولاية أوهايو حيث شيَّد هيكلاً عظيماً، كما أنه قام بعمل تبشيري واسع النطاق في تلك المنطقة وما جاورها.
بعث بإحدى الإرساليات إلى ولاية ميسوري للتبشير ولاكتساب المؤيدين.
تعرضوا للاضطهاد فتنازلوا عن منازلهم ومزارعهم ورحلوا إلى ولاية الينوي حيث اشتروا المستنقعات الشاسعة المهجورة على شاطئ المسيسبي وقاموا بإصلاحها وبنوا مدينة نوفو أي الجديدة.
سجن يوسف سميث وأخوه هايرم في مدينة كارسيج بولاية الينوي لاتهامات ضدهما، وبينما هما في السجن دخل عليهما مسلحان مقنعان فقتلاهما بالرصاص. وقد حدث ذلك في 27 يونيو 1844م فانتهت بذلك حياة هذا النبي المزعوم.
ـ تعتقد هذه الطائفة أن رؤساء الكنيسة هم الأنبياء، فقد تتابع -حسب زعمهم- هؤلاء الأنبياء وكان آخرهم سبنسر كيمبل. وقد زاد عدد أعضاء هذه الطائفة إذ بلغوا خمسة ملايين شخص تقريباً وما يزالون في نمو وازدياد.
هناك أقلية من المورمون لم توافق على سيطرة يونج بعد موت يوسف سميث، فقد بقي هؤلاء في الينوي مؤسسين -بالتعاون مع إيما سميث الزوجة الأولى لنبيهم ومع ابن سميث جوزيف- كنيسة يسوع المسيح للقديسين المعاصرين المعاد تنظيمها، ومركزها ميسوري، تنفيذاً لوصية النبي المؤسس الذي قال لهم: إن صهيون ستكون فيها، وقامت كذلك فئات أخرى منشقة، كل منها تدعي بأنها قد تلقت صحفاً فيها كتب قديمة مقدسة.
– أوليفر كودري ومارتن هاريس، كانا ممن شارك في مرحلة التأسيس وتلقيا الوحي المزعوم.
وتتابع أنبياؤهم الذين هم رؤساء الكنيسة، وآخرهم سبنسر كيمبل الذي ما يزال نبياً ورئيساً لهم إلى الآن.
ولهم شخصيات بارزة في مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *