الزنا والزناة واقع رهيب والأفعى الصهيونية غير بريئة ذ.أحمد اللويزة

أنت لست رجلا، لست فحلا، لا تحب الحياة، لا تريد العيش.. هكذا يجيبونك إذا كنت لا تزني، ولم تكن زير نساء، ومعاشر نسوان، ولم تكن لك تجربة مع هذه الكبيرة التي أهلكت الحرث والنسل، هذا إن صدقوك طبعا أنك لست زانيا، أما بعضهم فعندهم سابع المستحيلات أن تكون شابا غير متزوج ليست لك مغامرات نسوانية تنسيك لوعة الشهوة وتذيقك رحيق اللذة كذا زعموا. ولا سيما مع هذه اللحوم المترهلة والفتية المنتشرة على قارعة الطرق والبخيسة الثمن. فهم موقنون -أمام سعار الشهوة الجنسية الذي أصاب بعض جيل اليوم عزابا و متزوجين خونة بسبب ما تلفظه الحياة اليومية من حمم بركانية جنسية تهيجيه- أنه لا مناص للشباب من الانحناء لعاصفة الشهوة خنوعا وخضوعا، وأن من يتصلب في وجه إعصارها مصيره الانكسار أو الاندثار أو الحرمان كذا يقولون.

فعالم الزناة حافل بقصص واقعية أشبه بعالم الخيال، والعائدون من جحيم هذه الفاحشة يحكون أشياء تثير الاشمئزاز والشفقة وتدمي القلب في الوقت نفسه؛ يقول أحدهم بعد أن خلص الله رقبته من حبالها أن بعض الشباب يدون مغامراته في مذكرة -مسكين لا تكفيه مذكرة الكرام الكاتبين- إذ له في ذلك سادية وشهوة؛ حيث يكتب اسم كل من زنى بها وعمرها وكم مرة زنى بها. وآخر يكتب وظيفتها وآخر يكتب اسمها ولا يعيد معها الكرة، وآخريقسم بأغلظ الأيمان أن يسقط أكبر عدد من النساء في شباكه وإن كن من أشد المتعنتات وآخر، وآخر، وآخر..
ولا يسع السرد هنا وإلا فإنها حكايات تصيب بالدوار ورغبة في الاستفراغ، وتكشف تجدر هذه الفاحشة في المجتمع حد الاستمراء ولا نكران، لكن ما النتيجة؟ّ؛ الأمراض المنقولة جنسيا وعلى رأسها السيدا، الأمهات العازبات!!، اللقطاء أبناء الزنا، الطلاق بسب الخيانة وما ينتج عنه من تشرد للأسر، اختلاط الأنساب، النظر إلى الشباب أنهم كلهم زناة والنساء كلهن سافلات، احتقار العفة واعتبارها جزءا من الماضي، العزوف عن الزواج، العنوسة وما يلحقها من تدمر نفسي واجتماعي، وعالم الدعارة يستقبل رواده بالأحضان، يحققوا فيه ما تهوى القلوب وتلذ النفوس، والنهاية فضائج بالجملة محلية وعابرة للقارات. ووصمة عار على الجبين لا ترتفع فيما يبدو للمتأمل في واقع الحال.
إنها الزنا أعظم جريمة في التاريخ -والتي يحلو للبعض أن يسميها بأقدم مهنة في التاريخ تلطيفا لوقعها على القلوب، وتزويرا للحقيقة وتسمية الأشياء بغير مسمياتها-، تهلك الحرث والنسل وتأتي على الأخضر واليابس، إنها جريمة تكتسح السواد الأعظم من جيل اليوم الذي لم يعد قادرا على المقاومة والتصدي لوحش الإغراءات، وعاجزا عن مواجهة رصاص الاباحية الذي يقذفه من كل جانب، أعزل من كل وسائل التربية والتوجيه والارشاد، مغيب من برامج الدولة التي تتفرج عليه صريعا بين أحضان البغايا والخليلات والمراهقات، بعيدا عن كل رقابة ذاتية أو أبوية أو مجتمعية أو نظامية، بل العكس هو الحاصل في عالم التناقضات.
الشباب يصرخ بعضهم يريد النجاة والفرار بجلده قبل أن يـأتيه ملك الموت وهوعلى الفاحشة، وآخر يبحث عن الخلاص ولا يجد من يمد له اليد الحانية المنقذة، وأخرون يلعنون الحال ولا يفكرون في المآل، سنوات عمرهم مرت عجافا لا يذكرون فيها إلا المغامرت النسائية مع أشكال وأصناف من الجنس اللطيف.
..لا يسع السرد هنا وإلا فإنها حكايات تصيب بالدوار ورغبة في الاستفراغ، وتكشف تجدر هذه الفاحشة في المجتمع حد الاستمراء ولا نكران، لكن ما النتيجة؟ّ؛ الأمراض المنقولة جنسيا وعلى رأسها السيدا، الأمهات العازبات!!، اللقطاء أبناء الزنا، الطلاق بسب الخيانة وما ينتج عنه من تشرد للأسر، اختلاط الأنساب، النظر إلى الشباب أنهم كلهم زناة والنساء كلهن سافلات، احتقار العفة واعتبارها جزءا من الماضي، العزوف عن الزواج، العنوسة وما يلحقها من تدمر نفسي واجتماعي، وعالم الدعارة يستقبل رواده بالأخضان..

يقع كل هذا في بلد اتخذ الاسلام شعارا والعروبة دثارا، ولم يبخل على الحقل الديني بالهيكلة التي جعلت أمور الدين هياكل عظمية ولم تأخذ هذا الجانب الخطيرعلى محمل الجد، لأنه يتعلق بثروة الأمة التي أدمنت الرذيلة، والمدمن لا يستطيع أن يتخذ موقفا، لأنه إذ لم تقم الجهة الساهرة على دين المغاربة بجهود جبارة فلسنا ننتظر من أي جهة أخرى أن تعمل عملها، وإن من هذه الجهات لمن ينتشي بهذا الاستحلال حتى يبقى رجال الأمة بعيدا عن أدوار القيادة، لاسيما إذا ما علمنا أن أقوى أسلحة العدو هو الجنس الذي يتخذونه كأقوى الأسلحة الفتاكة للإيقاع بأعتى الرجال في عالم السياسة والمال والاقتصاد والحروب…
وهذا هو المخدر الذي وجد فيه أعداء الأمة الوسيلة غير المكلفة لترك أمة الاسلام غارقة في شهوات فرجها لا تقوم ولا تقعد إلا عليها، ولتنتظر سبتة ومليلية السليبتين وفلسطين الجريحة والعراق المكلوم وافغانستان الممزق وباقي أقطار الاسلام التي تئن تحت وطئة العدو من يحررها من رجال لا يظهر لهم أثر لحد الساعة. ومن يعيد للأمة مجدها وعزها وابناؤها يفقدون البوصلة وكلما تراءى إلى أعينهم بريق الجنس لهثوا خلفه كأنهم حمر مستنفرة.
إن شبابنا وكهولنا أيضا غارقون في شهوة الفرج لا تظهر إلا أيديهم، وقد تحقق فيهم تنبؤ بني صهيون المسطرة في برتكولاتهم حين قالوا “يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان، فتسهل سيطرتنا، إن (فرويد) منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيئ مقدّس، ويصبح همه الأكبر إرواء غرائزه الجنسية، وعندئذ ٍ تنهار أخلاقه”.
نعم انهارت الأخلاق ولم يعد الشرف مقدسا كما كان، وخير دليل هذا الاستهتار بالأعراض واستمراء الفاحشة والمباهات بها في المجالس والحديث عن المغامرات بانتشاء لا يقابله إلا انتشاء بتحرير الثغور وانتصارا للضعفاء وتحقيق عبودية رب الأرض والسماء.
لقد أخبر الصادق المصدوق بأن الفاحشة ستصير حلالا عند القوم في آخر الزمان؛ عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف” البخاري.
وكفى بهذا دليلا على وجود الواقع كما نحكيه بدون مبالغة. غير أن النصوص الشرعية التي تحرم الزنا وتبين مخاطره المتعددة لا تخفى على هؤلاء ولا ينقصهم العلم بها بقدر ما ينقصهم توجيه صادق، والأخذ بأيديهم من خلال رؤية إصلاحية لم يقيض لها الله بعد من يتبناها لانتشال هؤلاء الغرقى من أوحال الزنا، والاقبال بهم على الله بتربيتهم على الفضيلة وبغض الرذيلة، وتوعيتهم بمكائد الأفعى الصهيونية التي حققت ما أرادت وهي تتفرج على المسلمين من بعيد كيف أصبحوا عبيد فروج بعد أن كانوا عبيدا لله ينشرون الخيروالفضلية على البسيطة التي ضاقت بما صار عليه الحال وتشتكي لربها من هول ما يرتكب على ظهرها جهارا نهارا وبرعاية خاصة. فاللهم طهر البلاد والعباد من وباء الزنا والفحش والخنا، ولا تواخذنا بما يفعل السفهاء منا وخذنا بلطفك وحلمك وارفع عنا مقتك وغضبك يا واسع المغفرة يا عظيم المن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *