المطلوب لتأسيس تعليم يقوم على الهوية الإسلامية الحقة -التي تضمنها الوحي وليس الهوية التي تروج لها جهات معينة- هو إعداد المادة المناسبة والمقرر الهادف..
وتوظيف الأستاذ التقي الصالح الناصح..
وتوفير الفضاء المناسب الذي يساعد على نشر الأخلاق والحفاظ عليها من الاستهتار والاندثار.
ورد بديباجة ميثاق التربية والتكوين أن من أهدافه الكبرى تربية النشء على القيم والمبادئ الإسلامية؛ وتكوين المواطن المغربي الصالح المستقيم المتشبع بالإسلام والمتشبث بالهوية، المنفتح على باقي الثقافات؛ حد الاستيعاب ودون درجة الاستلاب.
وهذا المنطلق يقتضي من الوزارة الوصية على القطاع أن تكون كل تدابيرها وقوانينها التنظيمية، ومقرراتها الوزارية والتعليمية، ومواردها البشرية تسير في اتجاه تعزيز الهوية، وأن تخدم هذا الهدف الأسمى بقوة منذ بداية المشوار التعلمي للتلميذ إلى أن يصل إلى التخرج والالتحاق بسوق الشغل.
فالهوية الدينية والجغرافية ينبغي أن تكون هي الشغل الشاغل لكل من تولى هذه المهمة الحساسة، لأنها ترتبط بمصير الشعب المغربي والوطن كله بمختلف قطاعاته.
فكل من تولى منصبا في أي جهة فإنه ولا بد قد مرّ من المدرسة؛ حيث يفترض أن تكون قد ربت كل هؤلاء على الإسلام وأخلاقه، لكن يا للأسف؛ فهذه المدرسة يشهد لها الواقع بالتردي على مستوى القيم الأخلاقية والمردودية، لأن التعامل مع قضية الهوية لا يجد اهتماما لدى المسئولين إلا حبرا على ورق يغطيه الغبار، ذلك أن صناعة جيل متشبع بالقيم ملتزم بالأخلاق مفتخر بهويته متشبت بدينه ليس من السهولة بمكان في زمان تتصارع فيه القيم المتباينة من أجل الهيمنة والبقاء.
فمحيط المدرسة ومرافقها ونظامها وتنظيمها ومواردها البشرية ومناهجها وبرامجها التعليمية ينبغي أن تراعى فيها الهوية الدينية واللغوية والأخلاقية؛ حتى يستطيع التلميذ أن يتشربها وتنمو معه، ليكون مستقبلا رجل الوطن البناء الذي يخدم وطنه انطلاقا من عقيدته، ويسير بأمته نحو العلياء متبصرا بتعاليم دينه.
ومن كان هذا ديدنه لا محالة سيصل ويحقق من النتائج ما يرضي وينفع، ويدل على أنه فعلا تلقى تعليما مشبعا بالقيم والأخلاق الإسلامية السامية.
فالمطلوب لتأسيس تعليم يقوم على الهوية الإسلامية الحقة -التي تضمنها الوحي وليس الهوية التي تروج لها جهات معينة- هو إعداد المادة المناسبة والمقرر الهادف، وتوظيف الأستاذ التقي الصالح الناصح، وتوفير الفضاء المناسب الذي يساعد على نشر الأخلاق والحفاظ عليها من الاستهتار والاندثار؛ من خلال الفصل بين الجنسين وتدريس الرجال للذكور والنساء للإناث؛ فإنه أنسب للمردودية والتركيز، وأسلم من وقوع البعض في غرام البعض وغوايته، لا سيما من بعض الأساتذة الذين يمارسون وظيفة غير وظيفة التربية والتعليم؛ من الابتزاز والتحرش والعلاقات المشبوهة، وأستاذات يبرزن المؤهلات الجسدية عوضا عن الفكرية، وقدرات إغرائية بدلا من قدرات معرفية، في فضاء يعج بالمراهقين والمراهقات الذين طاشت عقولهم لكثرة المهيجات، فمتى تتوفر عندهم ملكة التركيز وقدرة الانتباه؟؟؟ ومتى سينعم هؤلاء بتعليم قائم على الأخلاق والحياء والاحترام؟
لقد ضاعت الهوية في أهم معاقلها، وتاهت القيم في أولى محاضنها، واندثرت الأخلاق في أرحب مروجها، وأصبحت التربية على فضائل الإسلام في المدرسة حلما يراود كل غيور على الدين والوطن والشعب الذي مسخت هويته بفعل شرذمة سطت وانقضت على شؤونها؛ تدبرها بسياسة فاشية نازية تفرض على الأمة فرضا مناهج مستوردة، بعد أن غيبتها عن اختيار روافدها وكيفية تدبير أمورها بما يتناسب مع هويتها.
يبدو أن تنشئة جيل متشبع بدينه معتز به لا يبغي عنه بدلا؛ سيبقى هدفا بعيد المنال مادام قطاع التعليم تمت قرصنته من طرف زمرة العلمانيين الناقمين على القيم الإسلامية المنبهرين بوافد الثقافات وشذوذ الأخلاق، قلوبهم فارغة من وطنية صادقة وغيرة حقة على الهوية، بعيدين كل البعد عن احتياجات المواطن، لأنهم تربوا بعيدا عن واقعه، فتأتي برامجهم مشاقة لما نحن في حاجة إليه من تكوين المواطن الصالح علما وأخلاقا.
فأقحمت المواد المميعة للأخلاق والمقررات المهيجة للغرائز (روايات الانحلال)، والنصوص غير الهادفة، وتقليص ساعات مادة التربية الإسلامية وتفريغها من محتواها العلمي والأخلاقي، واعتماد الاختلاط التام الذي عمت فضائحه وانتشرت رائحتها، وبلغت حدا يستحى من ذكره، ويظهر أن ذلك من مقاصدهم لذا هم عنه غافلون أو متغافلون.
العلمانيون أفسدو التعليم؛ فلا أخلاق ولا مردودية ولا مستوى.. ومعهم فقدت المدرسة رسالتها التربوية والتعليمية، ولا تظهر منهم الحمية إلا عندما تنشر صورة لفتاة محجبة أو طفل ذاهب إلى المسجد في بعض المقرارت زاعمين أن ذلك تمييزا ورجعية؟!!!!
لقد ضاعت الهوية في أهم معاقلها، وتاهت القيم في أولى محاضنها، واندثرت الأخلاق في أرحب مروجها، وأصبحت التربية على فضائل الإسلام في المدرسة حلما يراود كل غيور على الدين والوطن والشعب الذي مسخت هويته بفعل شرذمة سطت وانقضت على شؤونها؛ تدبرها بسياسة فاشية نازية تفرض على الأمة فرضا مناهج مستوردة، بعد أن غيبتها عن اختيار روافدها وكيفية تدبير أمورها بما يتناسب مع هويتها.
والدلائل أكثر من أن تحصر على أن تعليمنا لم يعد يحقق لا تعليما ولا تربية؛ وكشاهد واحد فإنه حين الإعلان عن حفلة غنائية بمؤسسة ما تأتي المدرسة عن بكرة أبيها وبجيرانها، ولا تكاد تجد مكانا لمغرز إبرة، ولا حديث عن ما يقع حينها.. وعندما يتم الإعلان عن ندوة علمية لا يكاد يلتئم لك جمع ولا يحضر إلا نزر معدود، إنه واقع محزن منتهى الحزن.
هذا تدبيركم أيها العلمانيون وهذه نتائجكم أفلا تتقوا الله في هذا الشعب وهذا التعليم الذي لا يأتيه عام إلا وهو شر مما قبله، رغم كثرة الكلام الذي لا يجدي ولا ينفع.
فإلى متى سيبقى أعظم ورش للتنمية بيد من لا يحسن تدبيره ولا يقيمه على أصول الأخلاق والتربية، والتعليم بمنهجية محلية غير وافدة تجرَّب على ملايين المقهورين بيد العلمانيين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وسلام على التعليم إلى حين.