شكرا على خدمتكم غير مدفوعة الأجر، أنتم جنود من جنود الله لخدمة هذا الدين، أنتم سبب في عودة الناس إلى الإسلام، ورجوع المسلمين إلى شرع ربهم، أنتم عون لنا على الاهتمام بالعلم، ودافع لفتح كتب الفقه واللغة والتفسير والسيرة… لنقوي معارفنا، ونرفع الجهل عن أنفسنا، ونفخر بديننا، أنتم الذين ينصر الله بكم هذا الدين العظيم، أنتم الذين يصدق فيكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: “وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر”، ويصدق فيكم قول القائل:
وإذا أراد الله نشر فضيلة … طويت أتاح لها لسان حسود
كشفتم القناع وأزلتم الغبار وحركتم الراكض، ودفعتم الناس إلى الشعور بالحمية والغيرة على دينهم الذي طالما عملتم بجد وتفان وإخلاص لصدهم عنه وإبعادهم عن طهره وصفائه، لكن باءت جهودكم بالفشل الذريع، وأنتم تتوهمون أنكم حققتم رغباتكم الدنيئة ومقاصدكم في الإفساد والإضلال، لما ترونه من انتشار لمظاهر الانحراف الخلقي والسلوكي، لكنكم تجهلون أن تحت رماد الانحراف نار الإسلام، وباستفزازكم تورون لهيبها وتؤججون شهبها، وما خرجاتكم المتوالية -في تبادل مفضوح للأدوار- إلا دليل على صراخكم ولا يصرخ المرء إلا من الألم.
فعلى رسلكم فهذا الدين عظيم من عند العظيم، لا تزيده ضرباتكم إلا قوة، ولا إهاناتكم إلا عزا، ولا تشويهم إلا صفاء ووضوحا، ولا ترهيبكم منه إلا حبا وشوقا يفيض على القلوب نهرا متدفقا يحرك الأشجان، ويهز الكيان.
على رسلكم فجهودكم ذهبت هباء منثورا، وأوقاتكم ضاعت هدرا، وقلوبكم يعتصرها الألم والحزن وأنتم تحصدون نتائج الخيبة والعار، فمن كان يظن أن جيلا من الشباب أكثره ضيعتم حاضره ومستقبله بالمجون والانحلال والمخدرات، أن يرفع وهو على مدرج الملعب لافتة طويلة عريضة ترد على المتهوك والجريء لشكر وتدافع عن شرع ربها…؟!
إنه لمنظر يصيبكم بالجنون، وكم أنتم مجانين حقا، فلا يضرني تجرؤكم على تعاليم الإسلام ما دام ذلك يحيي في نفوسنا جذوة الإيمان والإسلام، وهو كذلك فزيدوا في عنادكم واستفزازكم فلربما حكم علينا أن لا نتحرك إلا لرد العدوان، وأن لا نمارس الهجوم إلا حفاظا على بيضة الاسلام. فلعله تنقلب الموازين يوما.
يا أيتام الغرب.. وسعاة فتاته.. وعشاق مزابله.. خذوا العبرة -إن كنتم من أهل الاعتبار- من غربكم المفضل كيف سعى ويسعى إلى تشويه الإسلام ليحول بين أبنائه وبين الدخول في هذا الدين أفواجا، ومع ذلك ما استطاعوا أن يقفوا في وجه مد الإسلام الذي يضرب الغرب طولا وعرضا، فجروا في نيويورك، أساؤوا إلى رسول الإسلام بالصور والكاريكاتورية في الدانمارك وبالأفلام في هولندا، وضعوا القوانين لمنع الحجاب والنقاب في فرنسا، ومنعوا بناء المآذن في سويسرا، … فماذا كانت النتيجة؟
إليكم هذه الحقائق والمعطيات:
عن معهد غالوب لأبحاث الرأي العام بأمريكا.
“عدد المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية تجاوز ستة ملايين مسلم ليصبح الإسلام أحد أكبر الديانات الخمس بالولايات المتحدة الأمريكية”.
كما توقع (سيري بيتش) أستاذ الجغرافيا الاجتماعية بجامعة أكسفورد “بتضاعف عدد المسلمين بحلول 2015 بينما سينخفض عدد غير المسلمين بنسبة 3 و5%.
وفي دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية جاء فيها أن “3600 شخص يعتنقون الإسلام سنوياً، وأكدت الدراسة أن المسلمين الفرنسيين أكثر التزاماً، وتندر الجريمة في أوساطهم.
وتشير الإحصائيات أن بفرنسا 2300 مسجد و7 ملايين مسلم ليصبح الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية بفرنسا. وهناك توقعات بأن يمثل المسلمون ربع سكان فرنسا بحلول عام 2025 بينما تشير تلك التوقعات أن يمثل المسلمون 20% من سكان أوروبا عام 2050”.
أما في الدانمرك التي أعادت صحفها في فبراير سنة 2008 نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم فقد أكدت صحيفة (البوليتيكن) الدانمركية أن عدد الدانمركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يوماً بعد آخر، وأن مواطناً دانمركيا واحداً على الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يومياً، كما أن عدد الدانمركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز خمسة آلاف دانمركي.
كما شهدت مكتبات أمستردام إقبالاً كبيراً من الهولنديين علي شراء المصاحف الإلكترونية المترجمة مما أدي إلي نفادها من الأسواق عقب نشر الرسوم المسيئة، وعلى جانب آخر خابت آمال النائب الهولندي خيرت فيلد رز فبعد عرض فيلم “فتنة” أشهر ثلاثة هولنديين إسلامهم خلال أسبوع من عرض الفيلم. بل أشهر مخرج الفيلم إسلامه مؤخرا.
أما في بريطانيا فقد تم إلغاء مصطلح الإرهاب الإسلامي والإشارة إليه كإرهاب عنيف وتعديل قوانين الإرث بناء على اعترافها بتعدد الزوجات. ويبدو أن الشريعة الإسلامية قد جذبت إليها الكثيرين في بريطانيا الأمر الذي تؤكده دعوة “روان ويليامز” كبير أساقفة كنيسة كانتربري إلى تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا. معتبراً أنه أمر لا يمكن تجنبه قائلاً في حديث له مع إذاعة ال (بي بي سي) في فبراير 2008 (إن تطبيق الشريعة الإسلامية أمر لا مفر منه لتماسك المجتمع البريطاني)، وهذه هدية خاصة لإدريس لشكر ونسائه في الحزب من سيدتهم بريطانيا العلمانية المسيحية.
وإن ما ذكر أمثلة فقط وإلا فإن الأرقام والإحصائيات كثيرة ووفيرة، في ربوع العالم تصرخ أن الاسلام قادم منتصر مسيطر مهيمن فأهلا وسهلا.
أما في العالم الإسلامي فعودة مظاهر الإسلام بادية رغم عقود من عملية المسخ والتغريب، وإن كانت أعطت أكلها على مستوى الشكل والمظهر لكنها لم تستطع أن تمسخ الباطن الذي يطوعه جهد بسيط من الذكرى والموعظة وتوفر المناخ المناسب، وأحوال المسلمين في رمضان خير دليل حيث طغيان الأجواء الروحانية، ناهيكم عن توبة عتاة المجرمين والمنحرفين، وانتشار الحجاب ومظاهر الالتزام لا سيما في أوساط الشباب من مختلف المستويات والطبقات، وهو ما قض ويقض مضجع زمرة الفساد والإلحاد فتراهم يخرجون هذه الخرجات المنحرفة عن إجماع الأمة فيرون من ردة الفعل ما لا يخطر لهم على بال ويكون عليهم كالوبال.
إن سنة التدافع تقتضي وجود فئة تعاكس إرادة الله في انتشار الإسلام تواجهها فئة من أهل العلم والفضل، فلا يحزنكم حقد هؤلاء المنفوث، فما تخفي صدورهم أكبر، وإن الله ليستعملهم في نشر دينه، ونصرة الحق، ولكنهم قوم لا يعلمون، أعماهم الجهل والهوى والتبعية عن إبصار الحقيقة التي لم تعد تخفى على ذي عينين أو يتجاهلها عاقل.
فشكرا بني علمان على حسن الغباء، وتيقنوا أنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله.