في عشرينيات القرن الماضي وزع اتحاد العمال الألمان الأحرار الأناركي منشورا يقول:
“كرة القدم ظاهرة مضادة للثورات. البروليتاريون بين سن الثامنة عشرة والخامسة والعشرين (والذين لديهم القدرة على تحطيم القيود) ليس لديهم الوقت ليثوروا لأنهم يلعبون الكرة. مهما بذلت من جهد للإعلان عن اجتماعات سياسية لن يحضر أحد، في الوقت الذي يجتمع الآلاف بل عشرات الآلاف حول ملاعب الكرة الكبيرة في المدينة كل أسبوع يوم الأحد.
قد ترى عاملا وزوجته وأطفاله يحبسون أنفاسهم تبعا لحركة كرة خالية من الحياة. كما لو كانت تلك الكرة هي الحل للمشكلة الاجتماعية. كما لو كانت الحياة والسعادة متوقفتين على المكان الذي ستذهب إليه الكرة يمينا أو يسارا!”.
ويقول الكاتب السياسي النمساوي “جيبريل كون” في كتابه (كرة القدم في مقابل الدولة): “انتشرت فكرة “تخدير الجموع” في أوائل القرن العشرين بين اشتراكيي أوروبا وأمريكا الجنوبية الذين نظروا إلى الكرة كوسيلة إلهاء عن الصراع السياسي”.
وكتب الكاتب والمؤرخ والناشط الأرجنتيني أوسفالدو باير:
“في العقدين الأوليين من القرن العشرين صارت الكرة جزء من الحياة اليومية في الأرجنتين. تأسس في كل حي ناد أو اثنان. شعر الأناركيون والاشتراكيون بالخطر. فبدلا من أن يحضر العمال الاجتماعات والتجمعات السياسية، كانوا يذهبون للرقص على موسيقى التانجو يوم السبت ولمشاهدة المباريات يوم الأحد. وفي عام 1917، استنكرت صحيفة “بروتيستا” الأناركية حالة الغباء الضارة التي سببها الركض خلف جسم مستدير. لقد قارنوا بين آثار الكرة وآثار الدين وعبروا عن موقفهم السياسي بشعار: الجموع والكرة. أسوأ مخدرات للشعب”.