لا شك أن موضوع تصريف الشهوة الجنسية من المواضيع الأكثر تداولا وإثارة في المجال الإعلامي والثقافي والفني، وليس عيبا أن يتحدث الإنسان عن وسيلة إشباع هاته الغريزة، لكن الخطر يكمن في تهريب فهم مثل هاته القضايا وفق مناهج ونظريات دخيلة.
فهذا الموضوع تتجاذبه مرجعيتان:
مرجعية إسلامية لم تهمل الجانب الشهواني في الإنسان، بل نظمته تنظيماً دقيقا وبشكل يتماشى مع رسالته التي اصطفاه الله سبحانه وتعالى لها، وذلك من خلال نظام محدد يحميه من الانحراف والاندحار في براثين الإباحية السحيقة.
ومرجعية علمانية تقدس الحرية الفردية وتبيح كل العلاقات الجنسية بشتى أشكالها وألوانها شريطة أن تتم بالتراضي بين الطرفين.
فلا يعني إطلاقا اقتران (التسيب الجنسي) بكلمة (الحرية) أنه سيصير مقبولا ومستساغا داخل المجتمع؛ فلا أحد يقف ضد الحرية؛ أو يمنع تمتع الناس بها؛ وتنسم عبيرها؛ لكن الإسلام كان أكثر وضوحا وشمولية من كل فلسفة مادية أو مذهب وضعي؛ حيث أعطى الحرية وقيدها بالفضيلة حتى لا ينحرف الناس، وبالعدل حتى لا يجوروا، وبالحق حتى لا ينزلقوا مع الهوى، وبالخير والإيثار حتى لا تستبد بهم الأنانية، وبالبعد عن الضرر حتى لا تستشري فيهم غرائز الشر. كما قال الإمام السخاوي رحمه الله.
ولتنزيل النظرية العلمانية في تصريف الشهوة على الواقع المغربي وتطبيعها في المجتمع يشتغل فصيل منظم ومرشد ومدعوم بجد وخطوات مدروسة؛ سواء من خلال الإعلام، أو الفن والسينما والمسرح؛ أو النضال الحقوقي، أو البحث الاجتماعي، أو المجال الثقافي. كما أن لهذا الفصيل مصادر يتغذى منها ويمرر عن طريقها قناعاته.
وحتى نطلع القارئ الكريم على جانب من تبادل أدوار المنتمين لهذا التيار كل من موقعه، وتطابق أقوالهم ومطالبهم رغم اختلاف تخصصاتهم، وجانب أيضا من النفاق الذي يعيشه من يرفع عقيرته بالدفاع عن حقوق المرأة ويطالب بتمتيعها بحقوقها كاملة؛ وما وصل إليه الغرب في هذا المجال؛ ارتأينا فتح هذا الملف.