الصحراء المغربية أرض الخيرات ومطمع الأعداء الدكتور يوسف مازي أستاذ باحث

دعت الشريعة الإسلامية الفطر السليمة إلى حب الأوطان والسعي إلى جعلها ديار سلام، ونبذ كل محاولات التمزيق والتشتيت والتفريق، والتمسك بوحدة البلد والأخوة الإسلامية. ونبذ كل اختلاف على الوحدة والألفة والأخوة..
وقضية الصحراء المغربية لا ينبغي أن تخرج عن هذا التعاطي الشرعي واعتبارها قضية دين وحضارة ومصير!! لا فقط تراب محلي أو إقليمي أو شعبي…
وكل موقف سلبي تجاهها؛ فإنما هو موقف ضد الشعب المغربي المسلم وتاريخه ووحدته ومصالحه العليا. بل هو موقف ضد المسلمين جميعا لصالح الحركة الصهيومسيحية والتيار الإنجيلي التنصيري المتطرف الذي يطمح إلى تنصير العالم الإسلامي. ليعيد للتاريخ تجارب جنوب السودان مع مجلس الكنائس العالمي. وتيمور الشرقية مع الكنيسة الاسترالية.
وتبقى صحراؤنا المغربية هدف كنائس الفاتيكان التي تحلم بتنصيرها وتنصير الحزام الأصفر؛ الصحراء الكبرى .
وبالرجوع إلى كتاب “يد الله” للكاتبة الأمريكية غريس هالسل التي فضحت فيه أحلام المسيحية الصهيونية.
أو مؤتمر برلين 1884 أو نظرية الملكة إيزابيلا التي طالبت من زوجها فرناندو سقوط مدينة غرناطة الإسلامية كمهر لزواجه بها.
ولا ننسى فتواها للسيطرة على الحزام الأصفر: الشريان الرابط بين الحزامين الأخضر-شمال إفريقيا- والأسود -دول إفريقيا- المسؤول في دراساتهم عن تهديد إسبانيا عبر التاريخ ثم أوروبا تباعا.
والحزام هذا في نظر كثير من المؤرخين والمستشرقين هو الذي قدم للتاريخ طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين وعبد الله بن ياسين ويعقوب المنصور والشيخ ماء العينين وأحمد منصور السعدي والحاج عمر فوتي العالم الشهيد، والحاج موسى الذي جهز أسطولا بحريا للدعوة إلى الله بداخل أمريكا..
هؤلاء وغيرهم هم عقدة أوروبا وإسبانيا على الخصوص، فتراهم يمولون ويدعمون أذناب المد الشيوعي الماركسي؛ العاشق للنصرانية ويمدونه بكل الوسائل من أجل ضرم نار صراع مفتعل يرمي إلى فصل الصحراء المغربية الإسلامية عن وطنها الأم المغرب، وتشتيت سكان المنطقة وزرع الفتنة والفرقة لتعطيل الاستقرار وإيقاف قطار التنمية الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله لجمع الشمل وتوحيد الكلمة والحرص على وحدة المغرب وحفظ أمنه واستقراره، وقيادة مسيرة التنمية والتحرر من الفقر ومن الأمية والنهوض بأقاليمنا الصحراوية… والتمكين للتيار الإنجيلي التنصيري المتطرف من مشارعه العدائية للعالم الإسلامي…
إن الواجب على كل غيور أن يعلم علم يقين أن الصحراء المغربية كانت ومازالت مصدرا للتجدد السياسي والديني بالنسبة لشمال إفريقيا والأندلس، وصلة وصل محورية بين هذه البلدان اقتصاديا ودينيا وثقافيا، وبلاد تلاقح إثني وثقافي بين مجموعات بشرية مختلفة الأصول والثقافات؛ إفريقية زنجية، وأمازيغية صنهاجية، وعربية معقلية، انصهرت كلها في بوثقة الأخوة الدينية والرابطة الإسلامية لتنتج لنا مجتمعا محافظا، معتزا بانتمائه، مدافعا عن دينه وبلده…مجتمع يعشق حفظ كتاب ربه القرآن الكريم ويتمسك بسنة نبيه…مجتمع العلم، والصلاح، والقيم، والجهاد…
ولهذا فجل الحركات الإصلاحية الدينية نبعت من هذه الأرض المباركة التي خصها الله الكريم بإمكانات اقتصادية كبيرة فهي تنتج بمفردها 35% من الناتج الوطني من الفوسفاط، و بها منجم بوكراع أكبر منجم فوسفاط في العالم، وبها احتياطي حديد يقدر ب 4,6 مليار طن، ورواسب كثيرة من خامات النحاس، وبها أيضا الذهب والأحجار الكريمة وخاصة الزمرد والياقوت ومناجم مهمة من الملح الحجري. وتشير الدراسات إلى أن بالصحراء المغربية احتياطات كبيرة واعدة من الغاز الطبيعي والفحم الحجري والنفط التي لم تستغل بعد، أما الثروة السمكية فأكثر مما يتخيله العقل.
إن كل هذه الخيرات إلى جانب الواجب الشرعي هو ما جعل المغاربة يسطرون ملحمة المسيرة الخضراء؛ ملحمة غيرت مجرى التاريخ المغربي المعاصر، الذي لقن أجيال المغرب جميعهم أن قوة الحق أقوى من أي منطق آخر. وأن إرادة الشعوب الحرة إذا انطلقت من معتقداتها أثبت من الجبال الرواسي. وأن لا وحدة إلا بكتاب الله وسنة رسوله عليه السلام. أصلان كفيلان لوحدة المؤمنين وجمع شملهم. كما أثبت ذلك سلفنا في بقاع الأرض كلها عبر التاريخ أن الإسلام يدعو إلى ضرورة التحرر من كل محتل لأرض المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *