الشيخ محمد المغراوي يكشف في ندوة بمراكش «موقف الإسلام من أشكال التطرف: داعش نموذجا» تغطية: مصطفى الونسافي

شهدت قاعة المسرح الملكي بمدينة مراكش يوم الجمعة الماضي تنظيم ندوة بعنوان «قراءة في المستجدات: موقف الإسلام من أشكال التطرف: داعش نموذجا»، وقد ألقاها رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي.
الندوة التي انطلقت في حدود الساعة السادسة مساء وامتدت لقرابة ساعتين تم تنظيمها من طرف جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بشراكة مع جمعية الصفوة وعدد من جمعيات المجتمع المدني بمراكش، وقد عرفت حضورا لافتا، حيث حضر حقوقيون وإعلاميون وفاعلون جمعويون علاوة على جمع غفير من المواطنين، ولاسيما من فئة الشباب الذين حرصوا على المجيء إلى قاعة المسرح قبل انطلاق الندوة ليضمنوا الحصول على مقاعد متقدمة تمكنهم من المتابعة الجيدة.
وكانت انطلاقة الندوة، التي أطرها الأستاذ محمد الفرعني، بآيات من كتاب الله الكريم تلاها القارئ الشاب صهيب أركابي، ثم ألقى عبد الحق الفروكي، عن جمعيات المجتمع المدني، كلمة افتتاحية أوضح من خلالها موضوع الندوة وأهم محاورها، مؤكدا على خطورة التطرف ونتائجه الكارثية على المجتمع المسلم وعلى العالم عموما، قبل أن يبرز دور جمعيات دور القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في حماية الشباب من الانزلاق نحو الغلو والانحراف عن المنهج الوسطي، ومِن ثَم ناشد السلطات بأن تعيد فتح مقرات الجمعية، والتي أغلقتها قبل أكثر من سنة.
بعد ذلك استلم الشيخ الدكتور محمد المغراوي الكلمة، حيث قدم في البداية سردا تاريخيا موجزا كشف من خلاله حقيقة الغلو وأنه كان سببا في ضلال اليهود والنصارى، ثم ذكر ما حصل في بداية التاريخ الإسلامي، بتفرق المسلمين وظهور الخوارج، والشيعة، والصوفية، والمعتزلة، وغيرهم من الفرق التي انحرفت عن المنهج القويم، وهو منهج الكتاب والسنة بفهم أصحاب رسول الله.
ولم ينس الشيخ المغراوي التأكيد على وقوف التعصب للهوى سببا رئيسا في وقوع المسلم في التطرف بشقيه الغلو والجفاء، حيث أن الإذعان للدليل الصحيح ولأقوال العلماء الراسخين هو العاصم بإذن الله من الزيغ والضلال، ولذلك فعلى مر التاريخ لم يكن للخوارج مثلا رؤوس في العلم والفقه، وإنما هم كما صح في الحديث النبوي المعجز «حدثاء الأسنان»، فبناء على ذلك يتوجب على الجهات الرسمية عدم إغفال دور العلم والعلماء في التصدي لأصحاب هذا الفكر الضال، حتى لا يبقى الشباب ضائعا تائها فيقع فريسة لشبكات الإرهاب التي تتاجر بدماء الأبرياء.
وذكر الشيخ محمد المغراوي بأن من يتزعمون تنظيم داعش كلهم مجاهيل ولم يعرفوا بعلم أو دعوة، وأن ما يقومون به من إجرام وفظائع لا يصب إلا في إطار تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ولذلك فإن الشكوك تحوم حول حقيقة من يقفون خلف هذا التنظيم، ومن يدعمون تحركاته، لاسيما حين نعلم أن البيئة التي تنشط فيها داعش وهي العراق وسورية مليئة بالطوائف المنحرفة والعقائد الفاسدة، مثل الرافضة، والنصيرية، والصابئة، والدروز، واليزيدية وغيرها.
وختم الدكتور المغراوي، الذي يرأس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، كلمته بتجديد المطالبة للسلطات بأن تعيد فتح دور تحفيظ القرآن الكريم التي تم إغلاقها بمبررات واهية، مؤكدا على حقيقة كون هذه الدور بشهادة كل المنصفين وفرت حصنا للشباب المغربي من مختلف مظاهر الغلو والانحراف، فقدمت بذلك خدمة جليلة للمجتمع إلى جانب أدوارها الاجتماعية والتربوية العديدة، والتي كان نفعها يطال شرائح واسعة من المجتمع المغربي؛ فبأي حق يتم منع أنشطتها؟ ومن يملأ الفراغ الذي أحدثه إغلاقها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *