إيران والعبث بالمشهد العربي

يعبث الكيان الصفوي ويلهو بمشاعر المسلمين في كل بقعة من بقاع عالمنا الإسلامي، ففي طهران يُسام أهل السنة سوء العذاب، وينكل بهم، وكان من آخر هذه العبثيات ما قامت به السلطات القضائية الإيرانية بالحكم بالسجن على 56 من دعاة أهل السنة من مختلف المدن الكردية بمحافظتي كردستان وأذربيجان الغربية، وبلغ مجموع الأحكام 164 عاماً، وهو أمر ليس بمستغرب على دولة عنصرية مشبعة بالإرث الصفوي والعداء للسنة وأهلها.
فعلى الرغم من أن نسبة أهل السنة في إيران تزيد عن ثُلث السكان أي حوالي 15 إلى 20 مليونًا، إلا أنهم يمنعون من إقامة ولو مسجد واحد لهم في العاصمة طهران، كما أنهم محرمون من إقامة أية أنشطة سنية منذ عام 1936م، كذلك فهم محرمون من كافة حقوقهم الثقافية والدينية والسياسية، وحتى الآن لم يعين في حكومة طهران أي عضو من السنة.
وإذا انتقلنا إلى خارج إيران سنجد لها الكثير من الممارسات الاستفزازية في كل قطر من أقطار عالمنا العربي والإسلامي، فمنذ أيام قليلة ضبطت هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” السعودية بمدينة جدة نحو 1500 مسدس ورشاش (لعب أطفال)، وتبين بعد فحصها أنها تطلق صوتا وعبارة تحريضية مسيئة للسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
ولم يقتصر أمر هذه اللعب على المملكة العربية السعودية، بل غزت الأسواق السودانية..
وفي الكويت أقرت وزارة التربية في دولة الكويت الاستغناء عن حديث شريف في كتاب التربية الإسلامية للصف السابع يؤكد على حب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولعن من ينتقصهم. مشيرةً إلى أنه تم الاكتفاء بحديث (لا تسبوا أصحابي)، وسؤال تقويمي حول تحريم سب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهو أمر لا يخلو من أياد شيعية، وإلا فما الضرر من وضع ألف حديث في لعن من يسب الصحابة أو ينتقص من قدرهم.
ومعروف أن كتب الشيعة مليئة باللعن والتكفير للصحابة، من المهاجرين والأنصار، وأهل بدر، وبيعة الرضوان، وسائر الصحابة، ولا يستثنوا منهم إلا النزر اليسير، كما أن سبهم لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- وتكفيرهم لهما لا يخفى على أحد، ولهم في ذلك دعاء طويل مشهور منه: “اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها، وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك وحرفا كتابك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك وواليا أعداءك، وخربا بلادك، وأفسدا عبادك….”، والطاغوتان عند الشيعة هما أبو بكر وعمر، وابنتاهما هما عائشة وحفصة رضي الله عن الجميع، ولعن الله من سبهم أو انتقص منهم.
وفي تونس أثار عرض القناة الفضائية التونسية “نسمة تي في” لفيلم كارتوني إيراني يحمل اسم “بلاد فارس” يجسد الذات الإلهية عاصفة من الغضب في تونس، وأدى إلى خروج العديد من التظاهرات تنديدا بهذه القناة ومطالبة بغلقها.
وقد أعربت حركة النهضة عن صدمتها وإدانتها الاعتداء على عقائد الناس ومقدّساتهم ودعت الحكومة والهيئة العليا المستقلّة للانتخابات لتطبيق القانون لحماية سلامة المسار السياسي.
واعتبر ناشطون تونسيون على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” أن بث الفيلم يهدف إلى بث التفرقة، وإلى استفزاز مشاعر التونسيين، وتخويفهم من الحركات الإسلامية في البلاد.
ومن قبل كانت طهران ظاهرة وبقوة في المشهد السعودي في أحداث القطيف، وتلا ذلك محاولتها اغتيال السفير السعودي في أمريكا، وهي موجودة أيضا بنفس الثقل وزيادة في العراق ولبنان والبحرين وسوريا، كذلك هي في سعي مستميت لتوتير الداخل المصري والسوداني…كل هذا يحدث بلا حراك سني، وكأن إيران سوسة تنخر في جسد ميت.
فمتى تصحو هذه الأمة من غفلتها، ومتى تدرك حجم الخطر الشيعي وتواجهه؟
)مركز التأصيل للدراسات والبحوث(

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *