– يستحب للمسلم أن يحافظ على السحور لقول النبي صلى عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة».
– ويستحب تأخيره:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: «تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة». قيل: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: «قدر خمسين آية».
أي: قدر خمس دقائق تقريبا.
– بل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه».
فهذا الحديث مخصِّص لقوله تعالى: “وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ”.
والظاهر أن الحديث لا يدل على أنه يشرع للصائم أن يتعمد ترك السحور إلى طلوع الفجر، ولكن إذا لم يتمكن من الشروع في تناول سحوره إلا متأخرا، فباغته طلوع الفجر فحينئذ له أن يتم سحوره، هذه هي الصورة المخصصة. والله أعلم.
– ويستحب للصائم أن يعجل الفطر؛ وأن يكون فطره على تمرات أو ماء، ثم يصلي، ثم يكمل إفطاره إن شاء.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر».
وعن أنس رضي الله عنه قال: «ما رأيت رسول الله صلى عليه وسلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر».
عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رُطَبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسى حسوات من ماء». والرُّطب: نوع من التمر.
وعن أبى أيوب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم».
وهذا الهدي -أي تعجيل الفطر والصلاة- وسط بين طرفين:
الأول: يؤخر أصحابه صلاة المغرب، وينشغلون عنها بالانهماك في أصناف الطعام. والثاني: يترك أصحابه الفطر إلى ما بعد الصلاة.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فالسنةَ السنة يا عباد الله.
– ويشرع للصائم أن يقول عند فطره ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله».
– وقد ثبت في السنة ما يرغب المسلم في تفطير الصائم:
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائما كان له مثل أجرهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا».
– ومن أحب أن يواصل صومه بعد المغرب، شرع له ذلك إلى السحر:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر».
– وينبغي على الصائم أن يستحضر في صومه نية التقرب إلى الله كما قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا..».
ولا يجعل صومه مجرد عادة أَلِفها، أو نشاط يكسر به الرتابة اليومي للسنة، أو نحو هذا! ولا يجد المسلم لذة العبادة حتى يستصحب في قلبه نية التقرب إلى الله والتودد إليه سبحانه.
– ويستحب للوالدين أن يُعَوِّدا أولادهما المميِّزين على الصيام ما لم يكن في ذلك ضرر:
عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: «من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم». قالت: “فكُنّا نصومه بعدُ ونُصَوِّم صبياننا، ونجعل اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار” .